فقه الدّعوة
الباب الأوّل: تعريف عام
ـ تعريف الدّعوة لغةً واصطلاحاً.
ـ من هو الدّاعية.
ـ ما هي الغاية الأساسيّة من الدّعوة.
ـ ما حكم الدّعوة إلى الله.
ـ ما هي ميّزات الدّعوة.
ـ ما هي مهمّة الرّسل الكرام.
ـ ميّزات دعوة الأنبياء.
ـ هل وظيفة الرّسول التّبيلغ فقط.
ـ هل انتشر الإسلام بالسّيف.
تعريف الدّعوة
لغةً: هي الطّلب بشدّة.
اصطلاحاً: هي الطّلب بشدّة والحثّ على الدّخول في دين الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً ظاهراً وباطناً.
ويشترط في الدّاعية أن يكون عمله خالصا لله وصواباً.
ومعنى خالصاً أي: مخلصاً لله عزّ وجلّ.
ومعنى صواباً أي: ماكان موافقاً للقرآن والسّنّة.
والدّاعية: هو من يدعو النّاس إلى الخير والبرّ والصّلاح ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويأخذ بأيديهم إلى السّعادة الأبديّة في دار الدّنيا والآخرة ويجنّبهم أسباب الشّقاء والتّعاسة في الدّارين.
وقد تكرّر هذا المعنى في كتاب الله العزيز كقوله:
– { وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } سورة الحج (٦٧).
– { قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ }. سورة الرّعد (٣٦).
– { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }. سورة فصّلت (٣٣).
الغاية الأساسيّة من الدّعوة
للدّعوة إلى الله تعالى غايات منها:
- محبّة الخالق ومعرفته.
- محبّة مخلوقات الله كما أمر الله.
- إقامة التّوازن الدّقيق بين الرّوح والجسد وبين العقل والقلب وبين الدّنيا والآخرة وبين البشريّة والملائكيّة في الإنسان.
– { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } سورة القصص (٧٧).
– { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } سورة البقرة (٢٠١).
- الدّعوة إلى الله دعوة السّعادة والصّلاح من أجل سعادة الإنسان واستقامته
– { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } سورة الأنفال (٢٤).
– { الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } سورة إبراهيم (١).
حكم الدّعوة
اتّفق أهل العلم على وجوب الدّعوة الإسلاميّة، وذلك لقوله تعالى:
– { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } سورة يوسف (١٠٨).
– { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } سورة آل عمران (١٠٤).
– { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة التّوبة (٧١).
– { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } سورة المائدة (٦٧).
– { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } سورة النّحل (١٢٥).
– { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } سورة الأنعام (١٩).
– { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } سورة آل عمران (١١٠).
وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (بلّغوا عنّي ولو آية).
وقال عليه الصّلاة والسّلام: (مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا).
وقال عليه السّلام: (من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان).
وقال عليه السّلام: (ألا ليبلّغ الشّاهد الغائب).
وقال عليه السّلام: (نضّر الله امرأً سمع منّا حديثاً فحفظه حتّى يبلّغه، فَرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه).
وقال عليه السلام : (والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم).
وقوله لسيّدنا عليّ رضي الله عنه: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النّعم).
وقال عليه السّلام: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى الضّلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لاينقص ذلك من آثامهم شيئاً).
وقال أيضاً: ( من دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله).
وقال صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الله وملائكته وأهل السّماوات والأرض حتّى النّملة في حجرها وحتّى الحوت ليصلّون على معلّم النّاس الخير).
هل الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ فرض كفاية أم فرض عين ؟
إنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض النّاس سقط الحرج على الباقين وإذا تركه الجميع أثِم كلّ من تمكّن منه بلا عذر ولاخوف.
وكلّ واحد من الأمّة يجب عليه أن يقوم من الدعوة بما يقدر عليه إذا لم يقم به غيره، فما قام به غيره سقط عنه وماعجز عنه لم يطالب به وأمّا ما لم يقم به غيره وهو قادر عليه فعليه أن يقوم به.
إنّ الدّعوة الإسلاميّة فرض عين وفرض كفاية معاً، فهي فرض عين على كلّ شخص في الأمّة الإسلاميّة بأن يدعو الله بما يعلم من أمور الدّين مهما كان ذلك يسيراً، وفرض كفاية على الأمّة الإسلاميّة بتخصيص فئة متفقّهة في الدّين للدّفاع عنه ضدّ ما يحاك من المؤامرات للنّيل من الإسلام والمسلمين.
ماهي ميّزات الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ ؟
- ربّانيّة الدّعوة:
ربّانيّة كونها من عند الله عزّ وجلّ.
– { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } سورة الحجر (٩).
– { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا } سورة الإنسان (٢٣).
– { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } سورة يونس (٥٧).
المنهج المحكم المفصّل.
– { الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } سورة هود (١).
- عالميّة الدّعوة:
– { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } سورة الأعراف (١٥٨).
– { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } سورة الأنبياء (١٠٧).
- واقعيّة الدّعوة وملائمتها لكلّ عصر إلى قيام السّاعة:
إنّ الله عزّ وجلّ هو خالق النّفوس، وهو أعلم بخفاياها وأسرارها.
– { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }. سورة الملك (١٤).
– { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سورة الرّوم (٣٠).
– { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }. سورة المائدة (٣).
- شمول الدّعوة:
فهي دعوة شاملة لكلّ أمور الحياة.
– { مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ } سورة الأنعام (٣٨).
– { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } سورة النّحل (٨٩).
ماهي مهمّة الرّسل الكرام ؟
أوّلاً: دعوة الخالق إلى عبادة الله الواحد القهّار
– { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } سورة النّحل (٣٦).
ثانياً: تبيلغ أوامر الله عزّ وجلّ ونواهيه إلى البشر
– { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } سورة الأحزاب (٣٩).
ثالثاً: هداية النّاس وإرشادهم إلى الصّراط المستقيم
– { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } سورة إبراهيم (٥).
رابعاً: ليكون الرّسل قدوة حسنة وأسوة صالحة للبشر:
– { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } سورة الأحزاب (٢١).
خامساً: التّذكير بالنّسأة والمصير
– { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } سورة الأنعام (٩٠).
سادساً : لئلّا يبقى للإنسان حجّة عند الله
– { رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } سورة النّساء (١٦٥).
– { وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى } سورة طه (١٣٤).
والعلماء الدّعاة هم الورثة لهم كما قال عليه الصّلاة والسّلام: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ).
ما هي المزايا الّتي تحلّت بها دعوة الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام ؟
الميزة الأولى:
أنّها دعوة ربّانيّة، يعني أنّها بوحي وتكليف من الله عزّ وجلّ.
– { إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ } سورة الأحقاف (٩).
– { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ } سورة النّجم (٣-٤).
الميزة الثّانية:
أنّهم لا يطلبون أجراً من أحد.
– { يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } سورة هود (٥١).
الميزة الثّالثة:
هي إخلاص الدّين لله سبحانه، وإفراد العبادة له جلّ وعلا.
– { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }. سورة البيّنة (٥).
الميزة الرّابعة:
هي البساطة في الدّعوة وعدم التكلّف والتعقيد فهم يسيرون مع الفطرة ويخاطبون النّاس على قدر عقولهم.
– { وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } سورة ص (٨٦).
الميزة الخامسة:
وضوح الهدف والغاية في الدّعوة.
– { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } سورة يوسف (١٠٨).
الميزة السّادسة:
هي الزّهد في الدّنيا وإيثار الآخرة على الحياة الدّنيا، لأنّهم أيقنوا أنّ { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } وأنّ { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ } لذلك كانوا زاهدين في الدّنيا مقبلين على الآخرة.