أول وكل ليلة
الحمد لله الذي أكرمنا ببلوغ شهر الطاعات ، والصلاة والسلام على سيد السادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فخر الكائنات ، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم حتى الممات ، أمّــا بعـــد ،
فها هي أول ليلة من شهر رمضان قد اقتربت، وها هي التحضيرات قد استُكمِلَت ، فرمضان يقترب والقلب يرتقب ، والملأ الأعلى يشهد الاستعدادات والتحضيرات لهذا الموسم العظيم .
فكما ورد في الأحاديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- ( إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان فلا تغلق إلى آخر ليلة منه)
- وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان أول ليلة من رمضان صُفّدَت الشياطين ومردة الجن وغُلّقت أبوب النار فلم يفتح منه باب ، وفتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى منادٍ يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار)
- (إن الجنة لتنجّد وتزّين من الحول إلى الحول بدخول شهر رمضان)
- وكان رسول الله يقول (استقبلكم رمضان واستقبلتوه)
- وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال ( يا أيها الناس قد أظلّكم شهر عظيم ) وللحديث تتمة نوردها إن شاء الله.
- بل كان ينتظره صلى الله عليه وسلم كما يُنتَظر المسافر فيقول (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان)
- وإذا رأى الهلال يقول ( اللهم أهلّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله)
- ويقول ( هلال رشدٍ وخير ، هلال رشدٍ وخير ، هلال رشدٍ وخير )
- وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم سلّمنا لرمضان ، وتسلّمه منا وقد غفرت لنا ورحمتنا حتى ينقضي وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا)
- وقال صلى الله عليه وسلم ( أتاكم رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل)
- وكان يقول (إن هذا الشهر قد حضركم ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم)
فالمؤمن يفرح بقدوم شهر رمضان ويستعّد له ويشمّر عن ساعد الجد والاجتهاد فيه فإنما هو أيام معدودات فهنيأً لمن أحسن اغتنامه والاجتهاد فيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.