التّعلّم المستند إلى الدّماغ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

سنناقش في هذا البحث العناوين التالية:

 القسم الأول : مقدمة البحث وفيها:

1 :1 أهميـــة البـحــــــث………………………………………………………صفحة 2

1: 2 واقع التعليم في وطننا العربي ……………………………………………….صفحة 3

1: 3 تاريخ أبحاث دراسة الدماغ…………………………………………………..صفحة 5

 القسم الثاني : مقدمة فسيولوجية وفيها:

2: 1   معلومات أساسية عن الدماغ…………………………………………………صفحة 9

2: 2   مصادر معلوماتنا عن الدماغ…………………………………………………صفحة 11

2: 3   مم يتركــب دمـاغـنـــا؟…………………………………………………..صفحة 12

2: 4   النواقـــل العصـبـيـــة…………………………………………………..صفحة 13

2: 5   رحلة في أعماق الجهاز العصبي (تطبيقات تربوية)……………………………..صفحة 15

القسم الثالث   تطبيقات التربوية لأبحاث الدماغ  وأنماط التعلم المستند إلى الدماغ

3: 1 العناصر الأساسية لنمو الدماغ………………………………………………صفحة 19

3: 2 قسمــــي الـدمـــــــــــــاغ………………………………………………صفحة 26

3: 3 تطبيقات أبحاث الدماغ في تربية الأبناء……………………………………….صفحة 27

3: 4 كيف نوظف أبحاث الدماغ في فهم تعقيدات التعليم في أيامنا هذه؟…………………صفحة 32

3: 5 مزيد من التطبيقات التربوية لأبحاث الدماغ…………………………………..صفحة 35

3: 6 تغذية الدماغ…………………………………………………………….صفحة 37

3: 7 كيف يمكن للمعلمين جعل بيئة التعليم أفضل……………………………………صفحة 47

المراجع……………………………………………………………………….صفحة49

التعلم المستند إلى الدماغ

أهمية البحث

لبيان أهمية هذا البحث ، والأثر الذي يمكن أن تتركه الاستفادة من معلوماته وحقائقه في ميدان التربية والتعليم أسوق هذه القصة:

((سامر وسارة طفلين في التاسعة والعاشرة  من أعمارهم،  انتقلا مع أسرتهما من كندا إلى بلد عربي حيث دخلا إلى الصف الثالث والرابع الأبتدائي .وكان أن التحقا في الفصل الثاني،  وبعد أيام من بدء الفصل الدراسي سألتهما: كيف حالكما؟ أتعجبكما المدرسة ؟ احكيا لي  عن أول يوم في مدرستكما الجديدة.

فقالت سارة : إنهم يعذبون الأطفال وأنا لا أفهم السبب،  هل أساءوا الأدب إلى هذا الحد حتى يجلسوا من الحصة الأولى حتى الأخيرة على الكراسة ولا يسمح لهم بالعب والمرح إلا في الفسحة التي لم تتعد 20دقيقة ! والله أنا بريئة من ذلك الذنب الذي اقترفوه.

في حين قال سامر:

((كلهم يتبع نفس الأسلوب في التدريس إملاء المحاضرات والنسخ على الدفاتر، أين المناقشة أين الفهم أين الأساليب المتنوعة (التمثيل ، حل المشكلات ، العمل التعاوني، الأنشطة) ))

((إذا لم أفهم شيئًا من المادة أسأل المعلم فيقول لي بكل بساطة: ارجع إلى البيت واحفظها ، وكأن مهمته ليست إفهام الطلبة وكأن غاية التعليم عنده فقط حفظ المادة للامتحان))

عندنا في كندا نحب المدرسة ونحب التعلم

جو التعليم مرح وسعيد ، المعلمون متفائلون ويشرقون بهجة وتفاهم وحب

عكس معلمينا الذين يدخلون إلى الصف ليتنقموا منا)).

(( أشعر وكأنني في سجن وفيه سجّانون (غلاظ شداد) وعندنا تنفس 20 دقيقة )).

لقد صورت لنا الطفلة سارة وأخيها سامر بهذه الكلمات الموجزة واقع التعليم التقليدي في وطننا العربي . هذا الواقع المنبثق عن عدد من الأسباب لعل أبرزها:

أولا : المفهوم التقليدي للتربية وأهدافها

حيث مازالت تركز مدارسنا على الحفظ والتذكر والاسترجاع بدرجة تفوق كثيرًا الاهتمام بالمهارات العقلية العليا.

لذلك تهدف التربية التقليدية إلى تزويد الطلبة بالمعلومات والحقائق على أساس أن من يمتلك هذه المعلومات والحقائق هو الأكثر قدرة على مواجهة متطلبات الحياة.

ثانيًا : مناهج تقليدية في إعداد المعلمين

إذ أن جميع الجامعات العربية تعتمد برامج إعداد المعلمين التي تركّز على مجموعة مساقات مقررة على الطالب حفظها والنجاح فيها كأساس ولممارسة عمله كمعلم.

ثالثًا: معلمون غير مؤهلين

حيث نرى خصائص المعلم الحالي(التقليدي)

معلم يمتلك إعدادًا في مادة دراسية معينة ، يمتلك سلطة كافية ، يعتبر نفسه مصدرًا وحيدًا للمعلومات يقدم ويشرح ويوضح ويقيم ويمتحن ويقيس مدى ما حفظه طلابه.

الأمر الذي يتطلب بالمقابل نوعية محددة من الطلبة حيث لا تزال النظرة التقليدية للطالب المطلوب:

أن يكون طالب هادئ ، مطيع ، مستمع جيد، لا مطالب له، لا يعارض ، لا يرفض باختصار لا يفكر. (عبيدات وأبوالسميد،2007)

نعم وللأسف نقولها هذا هو الواقع الموجود في الغالبية العظمى من بلداننا العربية ولكن أظن أنه قد حان الوقت لنستفيد من الكم الهائل من المعلومات والابحاث والدراسات التي غيّرت لنا النظرة نحو التعلم والتعليم وأعني التعلم المستند إلى الدماغ الذي ستغيّر تطبيقاته التربوية والتعليمية الواقع التعليمي بشكل جذري وكبير.

مع التسارع الشديد الذي تميّز به هذا العصر وحالة تفجر المعلومات التي نعيش ، بدأ نموذج تعليمي جديد بالظهور ، هذا النموذج الذي غيّر طريقة تفكيرنا وأسلوب حياتنا وطريقة تعلمنا.

استطاع علم الأعصاب أن يجيب على الأسئلة المتعلقة بالدماغ حيث كشف  علم الاعصاب عن حقائق  مذهلة عن الدماغ والتعلم.

وفي هذا البحث سنحاول الإجابة عن الأسئلة التالية:

ما هو تاريخ أبحاث دراسة الدماغ

ما  مصادر معلوماتنا عن الدماغ و  مم يتركــب دمـاغـنـــا؟

ما هي التطبيقات التربوية لمعرفتنا لفسيولوجية الدماغ؟

ما هي  العناصر الأساسية لنمو الدماغ؟

ما هي تطبيقات أبحاث الدماغ في تربية الأبناء؟

كيف نوظف أبحاث الدماغ في فهم تعقيدات التعليم في أيامنا هذه؟

كيف نستفيد من معرفة  تغذية الدماغ لتحسين البيئات التربوية؟

كيف يمكن للمعلمين جعل بيئة التعليم أفضل؟

كل هذه الأسئلة سنناقش تفاصيلها في صفحات هذا البحث.

1: 3  …………………………تاريخ أبحاث  دراسة الدماغ…………………………………..

ولو أردنا أن نبحث عن تاريخ دراسة الإنسان لطريقة عمل الدماغ لوجدنا أن لدينا نماذج بدائية حول طريقة عمل الدماغ منذ ما يقارب 2000سنة. فقد كان يشار إلى الدماغ كجهاز هيدروليكي في النموذج الروماني –الإغريقي.

وكان يشار إليه كجهاز يعتمد على ميكانيكا السوائل في عصر النهضة.

وكان يعتبر ك(نول سحري) في عصر الثورة الصناعية الأولى.

ومن بداية القرن التاسع عشر إلى منتصفه كان يشار إليه ك(لوحة مفاتيح المدينة).

بينما أشير إليه ك(حاسب آلي) من سنة 1950 حتى الثمانينيات.(جنسن،2001)

وجميل لو نعقد مقارنة بسيطة بين عصر الصناعة وعصر المعلومات للنظر كيف تغيّرت النظرة للتعلّم والمتعلّم وتكنولوجيا التعليم والافتراضات المتعلقة بالدماغ، ولكنه سيكون من المؤسف حقًا لو تذكرنا نماذج لاتزال موجودة في بعض مؤسساتنا التربوية تشبه إلى حد كبير تلك التي تعود لعصر الصناعة.وإليك بعضًا منها .

مقارنة بسيطة بين عصر الصناعة وعصر المعلومات

لقد تغيرت في عصر المعلومات الكثير من المعتقدات والافتراضات التي كانت سائدة في عصر الصناعة منها مايتعلق بالتعلّم والمتعلم وتكنولوجيا التعليم والافتراضات المتعلقة بالدماغ.

ففي عصر الصناعة كان الاعتقاد السائد أن التعلم يكون أفضل عندما يجلس الطلبة في صفوف يستمعون إلى محاضرة لمعلم يقف في مقدمة الصف ويعطيهم مواد تتطلب الحفظ والتذكر ويذعنون للتعليمات والقواعد دون إعطائهم أي خيارات بشأن ما يتعلمونه وعليهم العمل بشكل منفرد لتحقيق الأهداف المرجوة .

أما المعلمون فقد كانوا ينظرون إلى الفروق الفردية على أنها وراثية في معظمها وثابتة مثل الفروق في الذكاء وكانوا يعتمدون على المثيرات الخارجية ) المثيرات والحوافز) من أجل زيادة الدافعية ، فهم يعتقدون أن التعلم يحدث نتيجة التدريس المباشر وما على المتعلم إلا التلقي.

أما في عصر المعلومات فأصبح ينظر إلى التعلم على أنه يمكن أن يكون أفضل عندما يجلس الطلبة في عدة أماكن في الصف وحسب رغبتهم واعتمادًا على نوع النشاط ويمكن إعطاء الطالب فرصًا لاختيار ما يدرسونه وكيفية تعلمهم له وهذا من شأنه أن يعطيهم فرصًا لاتخاذ القرار.

وبذلك يهدف التعلم إلى اكتساب مهارتي حل المشكلات والاستدلال من أجل الوصول إلى المعنى وذلك بواسطة البناء المستمر للمعرفة ، أما الفروق الفردية في الذكاء فينظر على أنها متعلمة وينظر إلى الدافعية للتعلم على أنها داخلية مدفوعة بالبحث عن المعنى وتكوينه. (السلطي،2004)

أما الطلبة المثاليون فكان ينظر إليهم في عصر الصناعة على أنهم أولئك الطلبة الذين يستخدمون أدوات مثل المراجع والملاحظات وأحيانًا الأفلام  ويمارسون مهارات تقليدية مثل القراءة والكتابة والحساب ويتقبلون المعلم كخبير وبدون تفكير مستقل ويتبعون الطريق المحدد لهم سلفًا لأغراض التخرج وبذلك يُعتَبَرون ممتلكين لكل المهارات عند تخرجهم.

أما في عصر المعلومات فإن الطلبة أصبحوا يمارسون البحث والتحليل والتجريب والافتراض والتفسير ويفكرون لأنفسهم ويطورون اهتمامات شخصية قدر الإمكان إضافة إلى القيام بمتطلبات التعلم ويستمرون في التعلم  بعد تخرجهم وعلى مدى الحياة. (السلطي،2004)

أما فيما يتعلق بتكنولوجيا التعليم –التعلم فقد كان التعليم في عصر الصناعة يعتمد على العلاقة الوثيقة مع المعلم الذي يستخدم الطباشير والحديث (Talk and Chalk )  لنقل المعلومات ، إضافة إلى التمثيل اللفظي والتذكر.

أما في عصر المعلومات فقد أصبح التعلم يعتمد علىوسائل تتطلب أكثر من حاسة ويعتمد على بيئات التعلم التعاونية وعلى الفهم والمعنى ويستخدم التكنولوجيا كأداة للتعلم. (السلطي،2004)

أما بالنسبة للافتراضات المتعلقة بالدماغ

فقد كان يعتقد في عصر الصناعة بأن مهمة المعلمين والمربين تعبئة وعاء فارغ بأكبر كم من المعلومات وكان ذلك مقياس التعلم عندهم .

أما في عصر المعلومات فالدماغ عبارة عن جهاز حيوي معقد متعدد الأنظمة يتشكل ويعيد تشكيل نفسه بفعل الخبرات الحياتية التي يعايشها.(السلطي،2004)

أ

ثم أعلن الكونغرس الأمريكي أن العقد الذي يبدأ بالأول من شهر كانون الثاني لعام 1990 هو عقد الدماغ Decade of Brain .

واستنادًا إلى نتائج أبحاث الدماغ خرجت إلى الوجود نظرية (التعلم المستند إلى الدماغ) وانطلقت دعوات العديد من علماء علم النفس التربوي بأن البحث في علم الأعصاب يجب أن يقود عملية التعليم/التعلم.

مم يتكوّن الدماغ وكيف تعمل الخلية العصبية؟

(مقدمة فسيولوجية لا بدّ منها)

لعل عددًا من العاملين في مجال التربية والتعليم قد يتسائلون ، بماذا نستفيد من دراسة فسيولوجية جسم الإنسان؟ وما الذي سنجنيه من معرفتنا المتعمقة بأقسام عقلنا ووظائف أجزائه ؟ وما هي التطبيقات التربويةالتي يمكن أن نطبقها في ميداننا العملي؟.

ولست ألومهم في هذه التساؤلات إذ كنت أنا شخصيًا من أكثر الطارحين لها عندما طلب منا أن ندرس مساق علم النفس الفسيولوجي خلال دراستنا الجامعية، لكن بعد هذه الأبحاث التي قرأتها ، وتلك التطبيقات الرائعة التي عثرت عليها ، تغيّرت تلك القناعات واختلفت تلك النظرة تمامًا وصرت من المتحمسين الحقيقيين لتفعيل هذه المعارف في واقعنا التربوي.

ولئن كنت سأقتصر على ذكر ما يلزمنا في بحثنا هذا من موضوعات ذات صلة وأحيل قارئنا الكريم لمزيد من التبحّر والاستزادة من هذه الموضوعات في الكتب المتخصصة في هذا المجال.

وفي هذا الفصل سنتطرق إلى الموضوعات التالية:

معلومات أساسية عن الدماغ

مصادر معلوماتنا عن الدماغ

مم يتركب دماغنا؟

النواقل العصبية

رحلة في أعماق الجهاز العصبي (تطبيقات تربوية)

ولابدّ لنا بداية أن نتعرف على

2: 1 …………………………  معلومات أساسية عن الدماغ……………………………

  • وزن الدماغ 2%من وزن الجسم أي بمتوسط 1.3 – 1.4 كغم.
  • يستهلك الدماغ 20% من طاقة الجسم و20% من الأكسجين الوارد إلى الجسم.
  • يصل الدماغ 8 جالون دم في الساعة.
  • يحتاج الدماغ إلى 8 – 12 كأس ماء يوميًا وليس عصير.(عبيدات وأبوالسميد،2007)
  • يتكوّن الدماغ من 77-78% ماء ، 8%بروتين 13-15%مواد عضوية متنوعة الجزء الأكبر منها دهون 1%أملاح غير عضوية.
  • يتكوّن الدماغ من مجموعة متشابكة من الخلايا العصبية أو الأعصاب.
  • تقدّر الخلايا العصبية الدماغية بمائة بليون (مئة ألف مليون) خلية.
  • يبلغ وزن دماغ المولود الجديد حوالي 400غم.
  • تعتبر الشعيرات العصبية من الاجزاء المهمة في الخلية العصبية وهي امتداد متشعب من جسم الخلية بحيث تشكل نقاط التلاقي والتشابك مع الخلايا العصبية الاخرى عن طريق النهايات العصبية وهي التي تحتوي على مواد كيميائية هي الاساس في اتصال الخلايا العصبية بعضها ببعض.
  • تتكون الناقلات العصبية من سلسلة من الاحماض الامينية. ومن المعروف أن المصدر الاساسي للاحماض الامينية هو البروتينات وهي موجودة في اللحوم والبيض والحليب ومشتقاته والبقوليات. كذلك تلعب الاحماض الامينية دورًا مهمًا في تثبيت الذاكرة.
  • الخلايا الصمغية المساعدة للخلايا العصبية هي الخلايا التي لها علاقة بتغذية الخلايا العصبية وربما تقوم بدور الوسيط بين الشريان الذي يحمل الغذاء وخلايا االدماغ. وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن دماغ أينشتين يحتوي على عدد أكبر من الخلايا الصمغية لكل خلية عصبية مقارنة بأفراد عاديين. هذا يدل على أن الخلايا العصبية تحتاج دعم عضوي أكبر لكي تتمكن من أداء مهمات على مستوى عالٍ. (عبدالجليل،2006)
  • 90% من خلايا الدماغ غروية ، و10% خلايا عصبية هي المسؤولة عن التفكير.
  • إذن فالخلايا الأكثر عددًا في دماغنا هي الخلايا الغروية ودورها تكوين حاجز دم الدماغ ، ونقل العناصر الغذائية ، تنظيم عمل جهاز المثانة ، كما تقوم بالتخلص من الخلايا الميتة.
  • هذه الخلايا تعطي الدماغ القدرة على معالجة 10 27 جزءًا من البيانات كل ثانية. ومع ذلك فإن المجموع الكلي الممكن هو 10 100 ترليون .
  • إن دماغنا في الحقيقة معجزة تدل على قدرة الخالق.
  • تعتبر النيرونات أكثر خلايا الدماغ التي تعرضت للدراسة. ولأغراض المقارنة فقط فإن ذبابة الفاكهة تمتلك 100.000 نيرون(خلية عصبية) والفأر 5 ملايين والقرد 10 بلايين ونحن نمتلك 100 بليون. (ننلي،2006)
  • لذلك لو فقدنا 2/1 مليون خلية عصبية يوميًا ، وعشنا قرونًا فلن نفقد شيئًا من طاقة الدماغ .
  • نستخدم حاليًا جزءًا بسيطا من طاقتنا الدماغية 1000/1
  • التعلم هو تغيير فسيولوجي يحدث في خلايا الدماغ العصبية.
  • يعمل الدماغ بزيادة عدد الحواس، ويحتاج إلى الحواس التسع عشرة حتى يكون التعلم فعالا(سيتم ذكرهم لاحقًا)
  • يكون الدماغ من نصفي كرة :أيمن وأيسر مرتبطين بألياف عصبية عددها 250مليون، يعالج كل جانب أمورًا مختلفة ويمكن استخدام الجانبين معًا.(عبيدات وأبو السميد،2007)

2: 2   …………………………مصادر معلوماتنا عن الدماغ……………………………..

تقدمت وسائل معرفة الدماغ مع تقدم التكنولوجيا ، حيث أصبح بالإمكان تصوير العمليات التي تجري داخله في ظروف وأوصاف مختلفة .

ومن أبرز وسائل معرفتنا بالدماغ:

  • أجهزة التصوير: الرنين المغناطيسي MRI والرنين المغناطيسي النووي NMRI حيث بالامكان الحصول على صورة كل 50 مليثانية بما يسمح بقياس تسلل التفكير.
  • الدراسات الإكلينيكية حيث بالإمكان قياس زمن الرجع أو السرعة الإستجابية .
  • جهاز التصوير الشعاعي الطبقي PET حيث يقرأ هذا الجهاز كمية المادة المشعة الناتجة عن استهلاك الدماغ للجلوكوز.

(عبيدات وأبو السميد،2007)

2: 3 ……………………………  مم يتركــب دمـاغـنـــا؟…………………………………

تركيب الدماغ

  • اللوزة الأميجدالاAmygdate تعالج المشاعر والأحاسيس.
  • ساق الدماغ Brain stem يربط أسفل الدماغ بنصفي الدماغ.
  • منطقة بروكا Brocas area جزء من المنطقة الأمامية اليسرى ، تحول الأفكار إلى كلمات.
  • المخيخ Cerebellum يقع أسفل مؤخرة الرأس ويسمى الدماغ الصغير ، مسؤولة عن الحركة والتوازن والوقوف والتفكير الانفعالات
  • القشرة الدماغية Cerebral Cortex الطبقة الخارجية للدماغ تتكون من تجاعيد وست طبقات.
  • الجسم الجاسئ Cingulate ملايين الحزم العصبية التي تربط بين جانبي الدماغ يبلغ طولها 10سم وتضم 200-300 مليون من الألياف العصبية.
  • الفصوص الأمامية Frontal lobes منطقة رئيسة في الدماغ مسؤولة عن الحركة والإدارة وحل المشكلات.
  • الهايبوكامبس Hypocampus ويسمى قرن آمون في وسط الدماغ له صلة وثيقة بالذاكرة والتعلم.
  • الهايبوثلامس Hypothalamus وهو تركيب أشبه بميزان الحرارة شكلا يهتم بتنظيم الانفعالات والجنس والهضم والدورة الدموية والنوم.
  • الثلاموس Thalamus محطة التقوية الحسية في أسفل الدماغ. (عبيدات وأبو السميد،2007)

2: 4 …………………………….  النواقـــل العصـبـيـــة……………………………….

بعض النواقل العصبية وأثرها على الدماغ

أستيل كولينAcetylcholine

 

يعتبر أستيل كولين أول وأكثر ناقل عصبي تم اكتشافه ودراسته.وهو أكثر ناقل عصبي متواجد في قشرة المخ والمخ الأوسط . وكما هو معروف أن قشرة المخ هي المسؤولة بشكل أساسي عن العمليات الفكريةالعليا والتحليل والإبداع وبعض أنواع الذاكرة.

يصنَّع الاسيتيل كولين في الجسم من مادة كيميائية تدعى كولين . تشير الدراسات أن حاجة الفرد من الكولين تقدر بحوالي 550مغم(أي أكثر من نصف غم) في اليوم.

وإن من أهم مصادر الكولين هو الأعضاء الداخلية للحيوانات وبالذات صفار البيض (البيضة تحتوي على282مغم) ونجده بالحليب أيضًا.

لذلك ينصح بأن يأكل الطفل بيضة في اليوم على الأقل ليكون مصدرًا متواصلاً للأستيل كولين أثناء نمو دماغه. كذلك مهم للأم الحامل.

وقد وجد ان مرضىالزهايمر (فقدان الذاكرة عند الكبر أو الخرف) يصحبه دائمًا نقص في الأستيل كولين.

دوبامين dopamine و نورإبينفرين norepinephrine

وهي تنتمي إلى مجموعة تسمى كاتيكول أمينات Catecholamines

توجد هذه الناقلات في الجهاز العصبي لتنظيم الحركة والمزاج والانتباه.

فالدوبامين يتدفق أثناء المتعة في التعلم إلى القشرة الامامية في المخ مما يزيد في نشاطها وبالتالي يتم تعلم الانسان بشكل أفضل .

أما النورإبينيفرين يمكن اعتباره ناقلاً عصبيا مهمًا جدًا لزيادة الانتباه وعدم الكسل أثناء العملية التعليمية . وتشير الأبحاث أن الدماغ يفرز هذه الناقلات العصبية عند ببداية الصباح في الفترة بين الساعة السادسة والثامنة.(عبدالجليل،2006)

  • البثايدات Peptides هرمونات مرتبطة بالحالات النفسية والتفكير.
  • السيروتونين Serotonin ناقل عصبي مسؤول عن تنظيم المزاج والاسترخاء يقل تأثيره نتيجة لمضادات التسكين.
  • الدوبامين Dopamine هرمون تفرزه خلايا عصبية يؤثر على المشاعر والانفعالات والفرح والحركة.
  • الأندروفين Endrophin ناقل عصبي مهدئ تفرزه الغدة النخامية إلى الدماغ يحمي الجسم من الألم.(عبيدات وأبو السميد، 2007)

2: 5  ………………………….. رحلة في أعماق الجهاز العصبي…………………………….

(تطبيقات تربوية)

ولنبدأ الآن رحلة في أعماق عقل الإنسان ، ذلك المعجزة المدهشة من معجزات الخالق جل وعلا القائل((وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) لنتفكر في بديع صنعه وعظيم خلقه.حيث سنستعرض عدد أجزاء الدماغ مع ذكر أهم التطبيقات التربوية الواقعية في ميداننا العملي.

ونبدأ مع الجهاز العصبي

حيث يتكوّن الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والحبل الشوكي.

وللحبل الشوكي وظائف عدة منها:

الوظيفة الأولى : الأفعال المنعكسة

إذ أنه المسؤول عن الأفعال المنعكسة التي تحافظ على استمراريةوجودنا

فعندما نلمس مقلاة ساخنة نسحب أيدينا بسرعة دون أن نتظر الدماغ لتقدير الخيارات واتخاذ القرارات  .

الوظيفة الثانية: توصيل ونقل ما يرد من معلومات من الجسم وإلى الدماغ

الوظيفة الثالثة: المهمات الروتينية

إن مهمة الدماغ تتركز على تعلم مادة أو نشاط جديد أو حل المشكلات ومقارنة المعلومات الجديدة وتفسيرها.

وعندما يصبح الأمر مألوفًا فإنه يصبح من مهام الحبل الشوكي.

مثال: إن تعلم مهارة المشي هي مهمة الدماغ

لكن الممارسة اليومية لها كروتين مهمة الحبل الشوكي.

لذلك عندما ينشغل الإنسان بعمل روتيني (كالاستحمام، أو قيادة السيارة) فإن العقل يعمل بكفاءة أعلى مما يعني تفكير أفضل وحل مشاكل أكثر.

لذلك عندما تكون المطالعة أو الدراسة على مستوى الحبل الشوكي (أمر روتيني) فإن الفهم حتمًا في أدنى مستوياته.

وعندما يفشل المعلمون بتشغيل أدمغة الطلاب ويكتفون بالتعلم المعتمد على الحبال الشوكية للطلبة فإن مستوى التعليم ببساطة سيكون في أدنى مستوياته.

الدماغ الخلفي  ويتكون من النخاع المستطيل

والقـنـطـــــرة

إن هذا الجزء يؤدي وظائف أساسية للبقاء على قيد الحياة إذ تضمن بقاء قلبك ينبض وأنت تتنفس  كما يؤثر في تنظيم النوم ودوراته بحيث تشل حركة العضلات أثناء النوم (في حال وجود خلل في هذه المنطقة يؤدي ذلك إلى المشي أثناء النوم أو الكلام أثناء الليل)

المهم في الغرفة الصفية

المنطقة المعروفة باسم جهاز التنشيط الشبكي وهو الجهاز المسؤول عن غربلة جمع المعلومات الحسية التي ترد إلى الدماغ وترتيب أولويات معالجتها.

إنها مسؤولة عن الاحساس بكل المدخلات الحسية الموجودة من حولنا ما نسمع ، ما نشم ، المعلومات البصرية ، الأشياء ، الأشكال، الألوان حتى الشعور بحذائك وجواربك وقميصك وسوار ساعتك بل وشعرك المتدلي من رأسك.

شكرًا للعناية الإلهية التي جعلتنا لا نولي اهتمامًا لكل هذا في نفس الوقت.

شكرًا لجهاز التنشيط الشبكي في دماغنا الذي هذه هي وظيفته الأساسية حيث يفلتر المعلومات ويفصل المهم عن غير المهم.

أولويات جهاز التنشيط الشبكي

الحاجات الجسمية

الجدة

الاختيار الذاتي

الحاجات الجسمية

من الصعب أن تعلّم شيئا لطالب لديه حاجة جسمية غير مشبعة فإذا كان الطالب جائعًا أو بحاجة للذهاب إلى الحمام أو بيده جرح لم يندمل فهذه الأمور تحظى بالأولوية في الانتباه لها.

الجدة

الأشياء الجديدة الخارجة عن المألوف لها أولوية لفت الانتباه.

لذلك يستمع الطلاب للمعلمين في أول العام الدراسي وهو ما يسمى (شهر العسل) بالمقابل فإنهم في نهاية العام قد يتسألون : ما الأهم صوت المعلم أو الشعور بحذائهم على أقدامهم.

الاختيار الذاتي

وهو ما يختاره عقلنا الواعي، واللحظة التي يقرر فيها أن ينتبه بإرادته ، هذه اللحظة هي أفضل أنواع التعليم .

ولا أظن أننا نراهن على أن التلاميذ يأتون إلى صفوفنا وقد اتخذوا قرارًا أن الهندسة على سبيل المثال هامة لي لذلك سأتجاهل كل ما يجري حولي وسأركز انتباهي على المعلم لأنني بحق أحتاج تعلم نظرية فيثاغورس.

لذلك كان من الأمور التي تشد الطالب اسمه

حيث ومن الشهر الثامن عشر يصبح الاسم موصوف بشكل جيد في جهاز التنشيط الشبكي.

لو افترضنا أنك في غرفة مزدحمة تتحدّث إلى صديق لك وفجأة ذكر اسمك في الغرفة من خلال محادثة بين اثنين هل تسمعه؟ أجزم بذلك.

في الحقيقة يمكنك إنهاك شخص ما والتسبب له بالجنون بمجرد إدخال اسمه في كل جملة خلال اليوم.

هل عرفت لماذا يكون المعلم متعبًا في نهاية اليوم المدرسي علمًا أنه لا يرفع الأثقال ولا يجري في سباق طوال اليوم.

السبب ببساطة لأن الدماغ لا يجد وقتًا للراحة العقلية ، لذلك يصبح مرهقًا عقليًا نظرًا لأنه مستنفر طوال اليوم. (ننلي ،2006)

القسم الثالث :           تطبيقات التربوية لأبحاث الدماغ  وأنماط التعلم المستند إلى الدمــــــاغ               .            

3: 1   ………………………..العناصر الأساسية لنمو الدماغ…………………………………

البيئة الغنية

المحتوى ذو المعنى

التعاون

الحركة

البدائل والخيارات

التغذية الراجعة

غياب التهديد

إن الدماغ يحتاج حتى ينمو نموًا سليمًا إلى شروط معينة يجب توافرها في البيئة التعليمية.

إن الحياة المدرسية التي تتسم بالجمود وقلة الحركة وضعف المعطيات الحسية والمقررات الثابتة والهدوء والجلوس ساعات طويلة للاستماع للمعلمين ليست شروط ملائمة للتعليم بل ظروف معيقة لعمل الدماغ.

وفي عام 1967 اكتشفت رائدة أبحاث الدماغ Marian Diamond أخصائية تشريح الأعصاب في جامعة كاليفورنيا أن الدماغ ينمّي روابط جديدة جراء المثير البيئي، أي أننا عندما نثري البيئة نحصل على أدمغة ذات قشرة دماغية أسمك ومزيد من الشعيرات العصبية مما يعني تحسين تواصل الخلايا بعضها مع بعض.

كما يؤكد عالم الأعصاب Bob Jacods في دراساته التشريحية على طلاب تخرجوا من المرحلة الثانوية أن لدى هؤلاء الطلاب روابط في أدمغتهم أكثر من الروابط الموجودة في أدمغة زملائهم المنسحبين من الدراسة بمقدار 40%

كما أظهرت أدمغة الطلاب الخريجين الذين لم يكلفوا أنفسهم جهدًا كبيرًا روابط أقل من الطلاب الذين يتحدون أدمغتهم يوميًا.

معلومة يذكر أحد الأخصائيين أن دماغ تلميذ المرسة يكاد يتوهج تقريبًا بسبب كثرة استهلاكه للطاقة حيث يحرق ما معدله 225% من مستويات حرق الجلوكوز لدى الكبار. (ننلي، 2006)

حتى ينمو الدماغ بشكل سليم وفعّال وإيجابي نحتاج:

أولا: بيئة غنية

ونقصد بالبيئة الغنية هي تلك البيئة التي توفر استخدام تسع عشرة حاسة وتزود الدماغ بمعطيات حسية قوية متنوعة وشاملة .

نعم هذا تفسير مباشر لصعوبة الحياة المدرسية الحالية وصعوبة حفظ المعلومات وتذكرها وبطء نمو الدماغ وانخفاض مستوى أدائه.

لأننا لا نستخدم سوى حاستين (السمع والبصر) وهذه تشكل 90%من معطيات تعليمنا التقليدي الحالي وتعتبر أدنى المعطيات وأقلها إثارة للدماغ. (عبيدات وأبو السميد،2007)

إن استخدام الحواس التسع عشر يجعل الدماغ منشغلا ونشطًا مما يجعل التعلم غير قابل للنسيان.

وليس تشغيل هذه الحواس أمرًا مستحيلا ، إذ المطلوب استشعارها عند التعلم وكأن المتعلم يتفقد جاهزيتها عندها يكون قد استخدمها في تعلمه .

الحـــــــــــــواس مــثـــالـــــــــــــــــــــه
البصر الشعور بالنور
السمع الشعور بالأصوات
اللمس استخدام الأيدي/الاتصال باللمس
التذوق تذوق أو أكل/الشعور بالطعم
الشم الشعور بالرائحة
الاتزان أن يشعر الطالب بتوازنه والحفاظ على ثبات قدميه
الحرارة استشعار الحرارة لحظة التعلم
الجاذبية استشعار وزن الأشياء
القرب الاحساس بتجاور المعطيات
الألم الشعور بالتعب أو الألم
الدهيليزية الشعور بالحركة المنتظمة
المغناطيسية استشعار الموقع
تحت الحمراء الشعور بأشعة الشمس/أمواج طويلة
فوق البنفسجية الشعور بأشعة الشمس/أمواج قصيرة
الأنفية الشحنة الكهربائية
الأنفية الرائحة الكيماوية
البارومترية استشعار الضغط الجوي
الخيال التذكري تذكر صورة ما

وكتطبيق مباشر لاستخدام أكبر قدر من الحواس هناك نماذج منها:

  • خبرات المعايشة : من خلال المشاركة الفعلية في الأحداث في سياقها الحقيقي كأن نأخذ الطلبة إلى السوق أو السوبرماركت ليعايشوا خبرة البيع والشراء.
  • الانغماس : وهي معايشة الحدث الحقيقي لكن في سياق محاكي له كأن نفتح لهم سوبرماركت في الصف
  • الخبرات التمثيلية بأن نحضر نماذج بلاستيكية لطائرة أو خضار وفاكهة وهذه تنشط أربع حواس فقط اللمس،الخيال التذكري،السمع،والبصر.
  • الخبرات الثانوية : هي الخبرات التي ترتبط بتوصيف الأشياء كأن نصف الفاكهة ونقدم صورة لها وهي تشغل 3 حواس السمع والبصر والخيال التذكري وهي من أكبر الخبرات شيوعًا في مدارسنا مع أنها لا تعمل على تنشيط الدماغ.
  • الخبرات الرمزية هي الخبرات اللغوية المرتبطة بالكلمات والقواعد اللغوية والعبارات الرياضية ويهتم بها 20% من الطلبة.(عبيدات وأبوالسميد، 2001)

وللحصول على بيئة غنية

لابد لأي برنامج يهدف إلى إثراء دماغ المتعلّم أن يشمل عنصرين :

الأول: أن يكون التعلم مثيرًا للتحدي مع تقديم معلومات أو تجارب جديدة .

الثاني: أن يكون هناك طريقة ما للتعلم من خلال التغذية الراجعة التفاعلية.

أما التحدي فيمكن تقديم مادة جديدة أو إضافة درجة من الصعوبة أو الحد من المصادر أو التحكم بالوقت أو بالمواد.

كما أن التجديد كتغيير ديكور جدران الصف كل أسبوعين إلى أربع أسابيع

كما أن التنويع في أساليب التعليم أحد مقومات التجديد كاستخدام الكمبيوتر، المجموعات، الرحلات الميدانية، الضيوف، الألعاب ، وتعليم الطلاب بعضهم لبعض.   (ننلي، 2006)

ثانيًا المحتوى ذو المعنى

فعندما يكون المحتوى المقدم ذو معنى ويستشعر الطالب أهميته فإن الدماغ سيتعاطى مع المضمون بطريقة تختلف كثيرًا عن إن كان قد اتخذ قرارات مسبقة أنها مادة عقيمة ومملة.

ثالثًا التعاون

إن التعليم التعاوني هو  مطلب من مطالب نمو الدماغ وهو قائم على جعل كل مشارك في المجموعة يؤدي عملا يخدم المهمة التي تقوم بها هذه المجموعة دون أن يكون قادرًا على القيام بأعباء أعمال المجموعة وحده.

إن التعليم التقليدي المستند إلى الجلوس إلى الجلوس والهدوء والعمل المنفرد أصبح قاصرًا حتى عن إثارة دماغ الأطفال.

إن معلمًا واحدًا يواجه صفَا من ثلاثين دماغًا مختلفًا لا يتمكن من أداء مهماته لذلك لا بدّ من تعاون الطلبة معًا.

رابعًا: الحركة

تعتبر الحركة من العوامل الهامة لتنشيط الدماغ حيث تطلق الحركة عامل BDNF وهي مادة مغذية للدماغ تعزز التفكير وتقلل التوتر.

لذلك ينصح بإجراء تمارين منتظمة على مدى الأسبوع أي بمعدل 3 مرات أسبوعيًا لمدة 20 دقيقة.

علمًا أن الألعاب والأرجوحة والقفز والمشي مهم جدًا في تنمية الأذن الداخلية وهي أول جهاز ينضج لدى الإنسان.

لذلك فإن الأطفال المحرومون من الزحف ومن الحركة والذين لم يعودوا ينطلقون في الشوارع والمزارع والأحياء ولم يعودوا يستخدمون المراجيح والألعاب بداعي خطورتها وبقوا في منازلهم يجلسون ساعات طويلة دون حراك يشاهدون التلفاز ساعات طويلة .

كما أن التوتر يطلق كيماويات تقتل الخلايا العصبية المرتبطة بالذاكرة طويلة الأمد

خامسًا البدائل والخيارات

كل دماغ فريد من نوعه له روابطه العصبية وخلاياه الخاصة لذلك فإن تعليم الأطفال بطريقة موحدة ومادة موحدة تقيّد الدماغ وكل تعلم يحتاج إلى تعلم خاص وبطريقة خاصة وذلك بتقديم بدائل وخيارات.

  • بتقديم تعليم جماعي وزوجي وفردي.
  • بتنويع التعليم حسب مستويات وأهداف بلوم وهي التذكر والاستيعاب والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم ومراعاة أنواع الذكاءات المتعددة .
  • كذلك يحتاجون إلى أوقات مختلفة حسب سرعاتهم المختلفة في معالجة المعلومات.

فلأنهم ليسوا متماثلين قدم لهم خيارات.

سادسًا: من متطلبات نمو الدماغ تقديم التغذية الراجعة

ويشترط لها أن تكون إيجابية ، فورية،

حيث تقدم بعد القيام بالسلوك مباشرة.

تقدم بصفة دورية مستمرة وليست موسمية.

سابعًا : غياب التهديد

لأن التعليم إلزامي فإن الجو التعليمي مليء بالتهديدات ومنها:

  • تهديد عدم إتقان المادة.
  • تهديد الخوف من الفشل في الامتحان
  • تهديد الأنظمة والقوانين.
  • تهديدات المعلمين غير المؤهلين (عقوبات، ضرب)

علمًا أن التهديد والتوتر يطلقات الكورتيزول الذي يقلل المناعة ويقتل الخلايا الدماغية المرتبطة بالذاكرة.

لهذا كان الدماغ شديد التأثر بالانفعالات، بل ويمكن الاستفادة من تأثره بالانفعالات  حيث أثبتت الأبحاث أن الانفعالات مهمة جدًا لعمل الدماغ حيث هي التي تساعد العقل على التركيز وهي التي تثبت الذاكرة كما تساعدنا على اتخاذ قرارات سريعة وجيدة.

كما ترتبط الانفعالات بمواد كيمائية يطلقها الدماغ منها

النورأدرينالين الذي يؤدي إلى اليقظة الشديدة وتسارع النبض واحتمال زيادة العنف

السيراتونين الذي يعمل عكس النورأدرينالين فيثير مخاوفنا ويقلل من ردود أفعالنا.

كما توجد مواد كيميائية تعمل على تحسين الاسترجاع (من الذاكرة) حيث يعمل الأدرينالين (مثبت) والليسثين (محسّن) للاسترجاع.

كما تشير الدراسات أن وجود السكر العادي في الدم يمكن أن يحسن الذاكرة إذا ما أعطي بعد حدث تعليمي.

  • ومن هنا كانت المدرسة التقليدية لا تعترف بالمشاعر والانفعالات بل على العكس تضع طلابها في أجواء ترّكز على المعرفة والمنطق فقط متجاهلة المشاعر التي تزوّد التفكير بالحماسة والانتباه وتهيء لهم استراتيجيات للتخفيف من حدة الانفعالات. (عبيدات وأبوالسميد، 2001)

لذلك لابد قبل الحديث عن إثراء البيئة وإضافة عناصر إيجابية لها لا بدّ أن نبدأ أولاً بإزالة التهديدات من بيئة التعلّم . إن علينا أن نعمل على إزالة العناصر السلبية وتشمل:

الإحراج ، الاتهام، المواعيد غير الواقعية ، إجبار الطلاب على المكوث بعد الدوام (بعض المدارس تستخدم هذا النوع من أسليب العقاب) الإذلال، السخرية، الاستهزاء.

علمًا أنه ليس هناك دليل على أن التهديد طريقة فعالة لتحقيق الأهداف الأكاديمية طويلة الأمد. (ننلي، 2006)

3: 2……………………… قسمــــي الـدمـــــــــــــاغ……………………………….

إن البحوث التي أجريت على الدماغ في السنوات الخمس عشرة الأخيرة أوضحت أن دماغنا مكوّن من جانبين أيمن وأيسر .

الدماغ الأيسر يهتم باللغة والمنطق والترتيب والأرقام والتفكير

الدماغ الأيمن يهتم بالنغم والتصوير واللون وأحلام اليقظة والتصور المكاني والنظرة الكلية.

وكلما زادت قدرتنا على استخدام الجانبين معًا كان ذلك أفضل للتعلم.

وتبعًا لذلك تم تقسيم الدماغ إلى أربعة أبعاد كل بعد له سمات معينة يمكن للعاملين في قطاع التعليم مراعاتها.

الدماغ النظري المنطقي

حيث النظريون يحبون المحاضرات ، الحقائق التفاصيل التفكير الناقد القراءات

الدماغ المنظم

حيث (المنظمون) يفضلون التعلم من خلال التمرينات وحل المشكلات والخطوات المنظمة

الدماغ الإبداعي

حيث المبدعون أو المكتشفون يفضلون أنشطة مثل العصف الذهني والصور والخرائط العقلية والتركيب والنظرة الكلية.

الدماغ العاطفي

حيث يفضّل الإنسانيون التعلم التعاوني ونقاش المجموعات وتمثيل الأدوار والدراما.

(عبيدات وأبوالسميد ،2006)

3: 3 ……………………….تطبيقات أبحاث الدماغ في تربية الأبناء…………………………

ومما أفادته أبحاث الدماغ ، زيادة مهمنا للطريقة الأفضل  في تنشئة أطفالنا ، إذ تعرفنا إلى أن :

1- متى يبدأ الاستعداد للمدرسة ؟

2- كيف نطوّر الذكاء الانفعالي عند أطفالنا؟

3- كيفية إثارة الدماغ الحركي عند الأطفال.

4- كيفية إثارة الدماغ البصري عند الأطفال.وما هي مخاطر التلفزيون عليهم؟

5- تنمية مهارات التفكير المبكّر لدى الأطفال.

6- كيفية إثارة الدماغ السمعي عندهم.

7- تفعيل نمو اللغة

1- الاستعداد للمدرسة يبدأ من مرحلة الحمل

حيث أن خلايا الدماغ تتكوّن ما بين الشهرين الرابع والسابع من الحمل بمعدل نمو يقارب 15 مليون خلية في الساعة.

2- الذكاء الانفعالي يبدأ في مرحلة مبكرة

تتساءل الأبحاث هل يكون قد فات الأوان لتطوير الذكاء الانفعالي عندما يحين دخول الأطفال إلى المدرسة.

نعم إن الكثير من ذكائنا الانفعالي نتعلمه في السنة الأولى من ولادتنا حيث يتعلم الطفل كل المشاعر والانفعالات في سنته الأولى من سعادة وقلق وحزن وخوف وأمل وفخر وخجل وسرور.

وكل ذلك من الإشارات التي تصدر عن الأب أو الأم لذلك يتوجب عليهما أو على من يقوم على رعاية الطفل عنهما مراعاة الاستجابات الانفعالية له.

بشكل عام فإن السنوات الأربع الأولى من عمر الطفل هي سنوات حاسمة جدًا في نمو الدماغ.

ما رأيك عندما يقضي الطفل هذه السنوات الأربع في مركز رعاية الأطفال (الحضانة) أو بين يدي الخادمات.ماذا تتوقع!

3- إثارة الدماغ الحركي

يدرك المربون أهمية فترة الزحف عند الأطفال في تنمية الاستعداد للتعلّم .

ومع ذلك فإن العديد من أطفال اليوم لا يحصلون على الإثارة الحركية المبكرة اللازمة للنجاح المدرسي الأساسي وليس الأمثل.

فالطفل اليوم أسير الجلوس أمام التلفاز أو يجلس في عربة خاصة للمشي أو مربوط في مقعد السيارة.

فمجرد ركوب الأرجوحة أو الهزهزة تساعد الطفل على النمو الجسمي بشكل بشكل أفضل ويكتسب وزنًا بشكل أسرع.

ومن هنا كانت ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وفي الهواء الطلق كل يوم لبضع دقائق أمر لابد منه مهما كانت السن.

إن ساعة من المشي يوميًا أو من السباحة أو من ركوب الدراجة أو نصف ساعة من العدو تكفي للترويح عن النفس وتخليصها من همومها ومساعدة العقل والذاكرة على أداء وظائفهما .(العبيدي،2003)

يؤكد العلماء أن كل كيلومتر إضافي نقطه سيرًا على الاقدام وليس في السيارة يقلل من تراجع القدرات الإدراكية بمعدل 13%.

كما أن الرياضة مفيدة جدًا في تحسين قدرة القلب على الضخ وبالتالي تحسين  الدورة الدموية.

علمًا أن السير في السوبرمراكت أثناء التسوق لا يحتسب.(روبين،2005)

4- إثارة الدماغ البصري

إن الطفل أثناء نموه يجب أن يحصل على مجموعة متنوعة من المعطيات المثيرة متضمنًا ذلك قدرًا كبيرًا من التدرب على معالجة الأشياء وتعلم أشكالها وحركتها.

ومن هنا جاءت  مخاطر التلفزيون

إذ أن من مخاطر التلفازيون أنه لا يعطي وقتًا للتفكير أو التفاعل أو للنمو البصري ثلاثي  الأبعاد إذ أن الأشياء تظهر على شاشة التفلزيون ببعدين دون عمق.

كما أثبتت البحوث العلمية التي أجريت في أمريكا وغيرها من بلدان العالم أن التلفزة هي المسؤولة عن كثير من الأضرار التي لحقت العقل ، حيث سببت تدهور الذكاء وتفكك التفكير المنطقي.

إن مشاهدة التلفاز تبقي الذهن في حالة سلبية ، هي حالة التلقي المستمر لما يشاهد ويسمع ، مما يؤدي إلى ركود الذهن وإصابة الفكر النقدي بالشلل.

وقد عبرت ماري واين في كتابها (الأطفال والإدمان التلفزيوني) عن خلاصة آراء بعض العلماء من أهل الاختصاص:(إن ما يمكننا أن نفعله للحد من هذا الضرر البالغ أن نلقي بجميع أجهزة التلفاز في الشوارع)

في حين قال آخر(لن آتي بهذا العدو إلى بيتي) (العبيدي،2003)

كما أن الأشياء المعروضة لا توجد في أغلب الأحيان في بيئة الطفل

كما أنه لا يوجد وقت لتستريح العين مما يشكّل توترًا وضغطًا يمكن أن يفاقم من صعوبات التعلم.

أما عندما يتحدث الآباء مع أطفالهم بجمل قصيرة وبشيروا إلى الأشياء الحاضرو هنا وهناك

مما جعل العلماء والباحثين يفضلون حظر مشاهدة التلفزيون لجميع الأطفال دون سن الثامنة. (جينس،2001)

كما أظهرت مسجّلات الموجات الدماغية نتائج فحص مشاهدي التلفاز أن الدماغ يكون في حالة (متوقف عن العمل) مما يجعله ضعيفًا أمام الإيحاءات والرسائل التي توجّه له من خلال الشاشة.مما يجعله في حالة من الإنبهار الآسر ، لذلك يكون الخروج منه مؤلمًا ، ولهذا السبب يعمد الأطفال إلى الصرخ عندما تطفئ لهم والدتهم جهاز التلفاز.

من جهة أخرى تعلم الوالدة جيدًا أنها إذا أرادت أن تلبس طفلها بسرعة فائقة فيكفي أن تدير جهاز التلفاز فيصبح دماغه ضعيفًا فتتمكن من السيطرة عليه والتحكم به دون أدنى مقاومة.(روبين،2005)

5- تنمية مهارات التفكير المبكّر

بل إن أبحاث اليوم والدراسات تشير إلى أن الأطفال الرضع قد يستوعبون مبادئ العد الأساسية ومبادئ بسيطة في الفيزياء قبل بلوغهم العام الأول من العمر إذ أن الدوائر العصبية للرياضيات والمنطق تكون بدأت بالاستعداد. (جينس،2001)

وتكتمل قدرة الأطفال على التفكير المجرد بعد اكتمال نمو الجسر الواصل بين الدماغيين الأيمن والأيسر في سن 11-13.

وقد ثبت أن الدماغ يصرف جلوكوزًا أكثر حين يواجه مشكلات أكثر تعقيدًا.

كما أنه يصرف طاقة أكثر حين يبدأ تعلم مهارة أو معلومات ومفاهيم جديدة . ثم يقل صرفه للطاقة بعد إتقان هذا التعلم.

ومن المهم أن يتدرب الدماغ على حل المشكلات . فنمو الدماغ يحدث نتيجة التفكير لا نتيجة الحصول على الإجابات الصحيحة ، فسواء حصل التمليذ على الإجابة الصحيحة أم لا فإن دماغه ينمو لمجرد التفكير.(عبيدات وأبو السميد،2007)

6- إثارة الدماغ السمعي

مع بداية السنة الأولى من عمر الطفل تبدأ خريطته الإدراكية العصبية الحسية في القشرة الدماغية السمعية تبدأ بالتشكّل.

وعليه فجميع الأصوات التي يسمعها الطفل في الفترة المبكرة من نموه هي التي تشكل الدماغ.

وأشارات أبحاث جامعة كاليفورنيا أن الأطفال حساسون تماًما للموسيقى كما أنهم يميّزونها.

بل إن تقديم الموسيقى للأطفال في هذه السن قد يساعدهم في تعلّم الرياضيات لاحقًا لأن دوائر الرياضيات والموسيقى مترابطة. (جينس،2001)

فالموسيقى مثيرة وحافزة وناقلة للأفكار، حيث أظهرت دراسات تفوق الطلبة الذين يسمعون الموسيقى في القراءة.(عبيدات وأبوالسميد،2007)

7- تفعيل نمو اللغة

تقول باحثة من جامعة شيكاغو أن الأطفال الذين يتحدّث إليهم آباؤهم باستمرار ويستخدمون معهم مفردات الكبار سينموّن مهارات لغوية أفضل.

في استطلاع للرأي تبيّن أن:

82% من الآباء لا يشجعون القراءة في البيت

3 من كل 4 آباء يقولون بأن الأطفال مشتتوت جدًا بسبب التلفزيون بدرجة لا تسمح لهم بالقراءة.

90% من أطفال بين 9-13 سنة يلعبون ألعاب الفيديو

43% من الأطفال يمارسون هذه الألعاب ساعة يوميًا

27% يمارسون اللعب لمدة 2-6ساعات يوميًا

إن الأطفال يصغون للكلمات رغم أنهم لا يستطيعون أن يتكلموا بعد وجميع الكلمات سواء فهمت أم لم تفهم تسهم في بناء الجملة والمفردات والمعنى.

3: 4…………….. كيف نوظف أبحاث الدماغ في فهم تعقيدات التعليم في أيامنا هذه؟…………….

يشك المربون باستمرار من أن الطلاب غير مستعدين للتعلّم. وكثيرًا ما سمعنا المعلمين أصحاب الخبرة وهو يتحدثون عن (كيف كان الطلاب في سالف الزمن)

ولكن هل يختلف الطلاب اليوم فعلا عن طلاب الزمن الماضي،قبل 30 أو40 سنة؟

حتمًا لا نستطيع أن نعرف بشكل مؤكد إذ لم يحتفظ أحد بمجموعة متنوعة من الأدمغة بغرض المقارنة.

ولكن أليس طلاب اليوم ينشأون مع أحد الأبوين أو بعيدًا عن الاثنين (بفعل تعقيدات وظروف حياة المدينة الحديثة) بشكل أكبر من الماضي؟

أليس السمة العامة لأغذية طلاب اليوم : أغذية طبيعية أقل ومواد مضافة أكثر؟

ألا يؤثر جلوس الأطفال فترات أطول أمام وسائل لا تتطلب الحركة كالتلفاز أو مع مربيات سلبيات على نمو الدماغ عندهم؟

أليست الإثارة الحركية صارت اليوم أقل في الطفولة المبكرة بداعي السلامة والإجراءات الأكثر أمانًا مما قد يؤثر على نموهم فعلاً؟

من المثير للاهتمام إذن أنه يوجد أدلة على أن الأطفال في هذه الأيام هم بالفعل أقل استعدادًا للمدرسة من الجيل السابق ، ولهذا يتفق المعلمون على أن  طلاب اليوم:

أكثر عنفًا وتوترًا وتشتتًا وعدم تركيز إجمالاً وأقل استعدادًا للمدرسة.(جينس،2001)

ولعل من أبرز الآراء المطروحة كمحاولات لفهم تعقيدات البيئات الصفية في أيامنا هذه:

تعاطي النواقل العصبية من خلال المشروبات الاصطناعية

من جيلين لم يكن الآباء يقدمون الكفايين للأطفال حيث كان ذلك من المحرمات الثقافية أما اليوم فإن ثقافة التحريم قد تلاشت .

الكثير من الباحثين يفسرون التزايد المفاجئ لتشتت الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد ADHD

لذلك كيف لمعلم يدخل الصف بعد أستراحة الطلاب(الفرصة) ويريد أن يضبط انتباه وسلوك طلبة شربوا خلال الفرصة (ماونتن ديو) على سبيل المثال.

إن المدارس الأساسية والثانوية تزخر بآلات بيع هذه المشروبات دون أدنى رقابة ، في حين في كندا مثلاً تبيع هذه المنتوجات منزوعة الكفايين للمحافظة على مواطنيها .

إن اضطرابات تشتت الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد هما اضطرابان مختلفان وعادة يجتمعان معًا.(ننلي،2006)

وتترجم بعض المراجع ADHD بـ:مرض نقص التركيز وزيادة النشاط الحركي

وهو من الأمراض النفسية والعصبية التي تؤثر على أداء الطفل المدرسي والحياتي.

وسبب هذا المرض غير معروف على وجه التحديد ولكن أصابع الاتهام تشير إلى وجود اضطرابات جينية أو  اضطرابات في نمو المخ أثناء فترة الحمل أو فترة الطفولة المبكرة.

وتؤثر مشكلة ضعف التركيز بشكل واضح على التعلم ، وذلك للصعوبة الكبيرة التي يجدها الطفل في الاستفادة من المعلومات ويتم التعامل مع هذه المشكلة بعمل برنامج تعديل سلوك.(أبونبعة،2004)

إن غالبية الأطفال المصابين باضطرابات النشاط الزائد يتخطوه في عمر تسع سنوات. إن السبب المباشر لهذا الاضطراب متعلق بالناقلات العصبية.

حيث لدى هؤلاء الأطفال جهاز عصبي أقل نشاطًا والاتصال بين الخلايا العصبية لا يتم بالسرعة العادية.

وإن بدا هذا الكلام غير منطقي إذ أن الطفل المصاب به يبدو ذا نشاط زائد بحيث يتحرك بسرعة أكبر واندفاع أكثر.

ولكن إليك هذا المثال:

إذا كنت تقود سيارتك عائدًا إلى البيت متأخرًا في إحدى الليالي وأحسست برغبة عارمة في النوم ومع ذلك تريد الوصول إلى البيت ، ما الأشياء التي تقوم بها؟

معظمنا يقوم بأفعال سخيفة مثل فتح الراديو والغناء بصوت مرتفع ، وتشغيل المكيف أو فتح الشبابيك وربما تناول ساندويشة.

وإذا ازدادت الحالة سوءًا ربما نصفع وجوهنا أو نقرص أنفسنا أو نضغط بأظافرنا على أيدينا ونتملل في كراسينا ، كل هذه الأفعال مألوفة لمن يريد مقاومة النوم أثناء القيادة بل وأنت تغني من أعماقك.

في مثل حالتك هذه تكون مثل طفل يعاني من اضطراب النشاط الزائد حيث يحاول هؤلاء إيقاظ جهازهم العصبي الذي يعمل ببطء.

وكل تلك الحركات التي يقوم بها هؤلاء الأطفال في الصف وتكاد تثير جنوننا كمعلمين ، هذا هو  سببها.(ننلي،2006)

3: 5 ……………………مزيد من التطبيقات التربوية لأبحاث الدماغ…………………………

ومن القضايا التي استطعنا أن نفهمها بشكل أكبر عند طلابنا عندما تبحرّنا في أبحاث الدماغ:

1- النوم

2- كيف يمكن أن نوظف الأكل للتعليم ؟و كيف يؤثر الشرب على التعلّم؟

3- تأثير  البيئة على الدماغ وبعض المواد أيضًا.

4- كيف يمكن للمعلمين جعل بيئة التعليم أفضل؟(نماذج وأمثلة)

النوم

يقول Dale Boge وهو عالم بيولوجيا الجزئيات بأن هناك مواد كيمائية عديدة تنظم عملية النوم ومواد تسبب النعاس.

وفي مرحلة المراهقة تتراكم مادة (الأوليماد) في وقت نوم طبيعي قريب منتصف الليل.

أي أن هذا التغيير ناتج عن التغيرات الهرمونية في فترة المراهقة.

وتؤكد Mary Carskeal الخبيرة في النوم والاستاذة في جامعة براون أن نعظم المراهقين يتأثرون بهذا التغييرالبيولوجي المهم في ساعات نومهم.

وتشير أن لدينا أطفالاً محرومون كثيرًا من النوم وكأنهم تقريبًا واقعون تحت تأثير مخدر.

حتى أن أحد الأخصائيين يقول (إن المربين أمثالي يعلموّن أمواتًا متحركين)

وإذا لم يحصل الدماغ على حصته الضرورية من النوم من6-8ساعات فلن يتمكن من تثبيت المعارف التي اكتسبها خلال النهار.

لذلك يقدّر العلماء أن عدم النوم كفاية يؤدي إلى فقدان حتى 50% من المعارف التي اكتسبناها في اليوم السابق.

وعندما يتعب الدماغ فإنه لا يتصرف كما كنا نتصور فهو لا يخفّض نشاطه بل يزيده لكن حتى لو بذل جهدًا أكبر فإن المردود سيبقى قليلاً . (روبين،2005)

الأكل للتعليم

مما يدلل على حاجتنا لمزيد من التوعية حول الدماغ أنه تم تصميم العديد من برامج الخدمة الغذائية المدرسية لأغراض نمو العظام والعضلات وليس لأغراض تلبية متطلبات نمو الدماغ.

وهنا يبرز هذا السؤال: هل هناك أغذية محددة مفيدة للدماغ بشكل خاص؟

الجواب نعم إذ هناك أدلّة تشير إلى أن الفيتامينات والأملاح المعدنية المكمّلة يمكن أن تعزز التعلم والذاكرة والغذاء.

الشرب للتعلّم

من المشاكل الشائعة المرتبطة بضعف التعلم الجفاف.

لذلك يحتاج المتعلمون لكي يكونوا في أحسن حالاتهم إلى الماء ونحن حين نشعر بالعطش فإن ذلك بسبب نقص الماء في الدم وعندما تنخض نسبة الماء في الدم يصبح تركيز الملح في الدم أعلى مما يؤدي إلى رفع ضغط الدم ودرجة التوتر.

لذلك وخلال خمس دقائق من شرب الماء يحدث هبوط ملحوظ في هرمونين مرتبطين بارتفاع التوتر.

وعندما يفقد الدماغ الماء يفقد التركيز والانتباه

علمًا أن العصير والمشروبات المنبهة لا تعمل بديلاً عن الماء نهائيًا.

اقتراحات عملية

ومن الاقتراحات العملية التي يمكن تنفيذها مع الطلاب:

حديث عن التغذية وأثرها على التعلم والتفكير

مشاريع عن التغذية

مفكرة خاصة للربط بين تغيرات الغذاء وأثره على الأداء المدرسي للطالب.

كما يمكن توعوية  المعلمين والأهل من خلال  نشرات ومحاضرات حول ذات المواضيع لتتكامل الجهود وتتكلل بالنجاح المطلوب.

وهذا ملحق في موضوع غذاء الدماغ وأثر نوع الطعام فيه . علّه يتمم الفائدة ويكمل الغاية المنشودة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3: 6 ………………………….غذاء الدماغ وأثر نوع الطعام فيه…………………………….

الاكسجين والسكر

لا غرابة أن نبدأ بالاكسجين والسكر لأن الدماغ يحتاج بشكل أساسي إلى أكسجين وجلوغوز(سكر أحادي) كمصدر للطاقة. بالنسبة للأكسجين فيؤخذ بالاعتبار  أمران : أولهما يجب المحافظة على العيش في جو نقي وهواء متجدد.

ثانيهما يجب المواظبة على استمرار الحركة والرياضة غير العنيفة مما يزيد من تدفق الاكسجين إلى الدماغ وبالتالي نشاطه.

أما وقود الدماغ الدائم فهو السكر الأحادي.

إلا أنه ثبت بالفحص المخبري أن تناول كميات كبيرة وبشكل متواصل من الصناعات السكرية يؤدي إلى موت الخلايا في الدماغ ويسبب عطبًا كبيرًا في بعض المناطق المسؤولة عن عمليات تفكير ذات مستوى عالٍ.

والسبب أنه وعند تناول طعام فيه سكر بنسب عالية فغن هذا يؤدي إلى إحلال السكر بدل الفيتامينات والمعادن الضرورية لعمل الدماغ. وكذلك فإن السكر يزيد من هرمون الكورتيزول في دماغ الاطفال مما يسبب تفاعلات تؤدي إلى تسمم الخلايا في الدماغ وموتها.

وأفضل مستوى سكر للدماغ هو السكر الطبيعي في الدم والذي يحصل عليه الفرد من الغذاء المتوازن.وبشكل عام يحتاج الإنسان من 2000-3000سعرة حرارية غذائية في اليوم. والتي يفضل أن تتوزع كالتالي:

50-60%من النشويات 30%من الدهون، 10-20%من البروتين.

وكذلك الوجبات التي تحتوي على السكر تكون من أحد الأسباب التي تساهم في إيجاد الأطفال أو الطلاب الذين عندهم نشاط مفرط حيث يعيق التعلم.

ولابأس لطلاب المرحلة الثانوية وما بعدها من أخذ كوب أو كوبين من العصير المحلّى بالسكر قبل الاختبار مثلاً. أو أثناء الدراسة التي تحتاج إلى تركيز عالأو حتى عمل مجهود ما. وقد وجد البروفيسور بول جولد من جامعة فيرجينيا ان هذه العصائر المحلاة لها أثر إيجابي على الطلاب البالغين وتحسّن من أدائهم المعرفي دون أن ننسى أنها غير جيدة بعد وجبة فيها نشويات بشكل كبير.

المــــــاء

لأن الماء يكّون حوالي 78% من كتلة الدماغ فإنه ينصح عادة بشرب من 2-4 لتر من الماء النقي في اليوم الواحد للحصول على كفاءة عالية لعمل الدماغ.

علمًا أن الشاي والقهوة والمشروبات الغازية ليس بديلاً صحيًا للماء لأنها تحتوي على الكثير من المواد الذائبة والكافيين وهذا يساعد على إدرار البول أكثر.

النشويات

مجموع نسبة النشويات المنصوح بها (بما فيها النشويات الموجودة في الخضار والفواكه ) حوالي 65% من السعرات الحرارية.

إن الإفراط في تناول أكل النشويات يؤدي إلى زيادة مادة التريبتوفانTryptophan والتي بدورها ترفع مستوى السيروتونينSerotonin في المخ مما يؤدي إلى إبطاء التفكير.

لذلك يشعر بالنعاس من يتناول وجبة تحتوي على الأرز أو المعكرونة. بالمقابل حين يتناول الإنسان وجبة في اليوم التالي تحتوي مثلاً على 250-350غم من اللحوم وقطعة خبز صغيرة وفاكهة وقليلاً من الخضار فأنك ستشعر بالحيوية والنشاط.

البروتينات

ينصح عادة بأن يكون مجموع نسبة السعرات الحرارية من البروتينات على الأقل 15% من السعرات الحرارية التي يأخذها الفرد. علمًا أن 1غم من البروتينات يحتوي على 4سعرات حرارية غذائية.

وحتى يعمل الدماغ بشكل صحي فإن الإنسان البالغ يحتاج في اليوم من 200-250غم من اللحوم (بدون دهون أو جلد) للذكور و140-170غم للنساء.

يستخدم الدماغ الببروتينات لتصنيع ألياف الدماغ والأنزيمات والناقلات العصبية وكيماويات الدماغ الأخرى. والتي لها أثر مهم في النشاط وسرعة التفكير.

بالنسبة للأطفال يجب أن يتناولوا على الأقل وجبتين يوميًا غنيتين بالبروتين من البيض واللحم الخالي من الدهون والسمك والدجاج هذا بالإضافة إلى أربع وجبات من الحليب.

وعندما ينصح الطفل بتناول على الأقل بيضة كل يوم فذلك لأنها مصدر غني للكولين اللازم لتصنيع الناقل العصبي الأستيل كولين بالإضافة لبعض الأحماض الدهنية الأساسية .

والبيض البلدي أفضل من بيض المزارع وذلك لاحتوائه على زيت أوميجا 3 لأن الدجاج البلدي يأكل النباتات الخضراء.

الدهون(الشحوم، الزبدة،السمن، الزيوت)

أن 1غم من الدهون يحتوي على 9سعرات حرارية غذائية ، ومما ينصح به ان لا تزيد كمية السعرات الحرارية من الدهون عن 20% مما يأكله الإنسان.

بعض الدهون مهمة لتزويد الدماغ بالأحماض الدهنية اللازمة حيث تستخدم في تصنيع الهرمونات. وكذلك لتغليف الخلايا العصبية بالمواد الدهنية لتزيد من سرعة توصيل الإشارات الكهربائية وبالتالي المعلومات داخل الدماغ.

وحسب البروفيسور كونر Conner من جامعة أورجون أن الوجبة التي تحتوي على 20% من السعرات الحرارية من الدهون تكون جيدة للجسم من الرأس إلى القدم.

حيث نحتاج من 10-15% من الدهون لزيادة المهارات المعرفية والعلمية في الدماغ.

وتؤكد الأبحاث الحديثة أن هناك علاقة بين تناول الوجبات الغنية بالزيوت المشبعة وبين التعلم والذاكرة .

كما هو معروف أن الكوليسترول يؤثر سلبًا على القلب فإن تناول الدهون الحيوانية بشكل كبير يؤثر على القدرة المعرفية والمعلوماتية للشخص.

لكن الدماغ له زيت خاص من الدهون غير المشبعة ومهم لعمله وتكوينه وصيانته.

وهي معروفة ب أوميجا 3 وأوميجا6 . وتوجد الزيوت المهمة للدماغ عادة في الأسماك وخاصة في السالامون والسردين والتونة وزيت السمك.

ومن الزيوت النباتية التي تحتوي على نسب محبذة من أوميجا 3 وأوميجا6 هي زيت الكتان.

كما توجد احماض أوميجا3 في بعض النباتات ذات الأوراق الخضراء وبالذات البقلة حيث يحتاج الإنسان فقط من 2-3ملاعق شاي من هذه الزيوت يوميًا.

مما يلاحظ أن معظم الزيت الشائعة في البيوت ليست جيدة للدماغ. فزيوت الذرة والنخيل والقطن ليس فيها أوميجا3 رغم احتوائها على أوميجا6.

إلا أنه من الثابت علميًا أن أوميجا3 يقي الدماغ من العطب حتى أثناء السكتات الدماغية، ويسرع في عملية توصيل المعلومات بين خلايا الدماغ.

وفي الحقيقة أن الشحوم والزبدة وما يسمّى بالسمن البلدي وغير البلدي وجميع الزيوت المهدرجة لا مكان لها في الأكل الصحي ومن الأفضل أن لا يدخلها الإنسان إلى بيته لأنها تسبب خللاً في الذاكرة وتقوض أسس المعرفة في الدماغ على المدى البعيد أو القربي.

الفيتامينات والمعادن

إن النظام الغذائي الذكي يجب أن تحتوي على السلطة (المشكلة) بشكل دائم

ووجبات من الفواكه على مدى اليوم وهذا الذي يؤدي إلى دماغ قادر على أداء عمليات فكرية ذات مستوى عالٍ.

وتشير العديد من الأبحاث أنه بشكل عام يوجد نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية للتعلم عند معظم الطلاب.

لذا قام الدكتور بنتون والدكتور روبرتس بإجراء بحث على طلاب المرحلة المتوسطة حيث تم تزويدهم ببعض الفيتامينات والمعادن. فوجد أن الطلاب الذين تناولوا هذه الفيتامينات والمعادن زاد معدل الذكاء وقوة الملاحظة عندهم بالمقارنة مع زملائهم الذين لم يتم تزويدهم بها.

فيتامينات ب بشكل عام تحتل جزءً مهمًا في بناء كيماويات الدماغ ونقصها يؤدي إلى نتائج سيئة على عملية التعلم والذاكرة والإبداع.

أما فيتامين ج C الموجود في الحمضيات فيجب أن يؤخذ بكميات من 150-200  مغم للفرد.

كما يتعبر الحديد مهمًا جدًا لدماغ الطفل. حيث يؤدي نقصه إلى الكسل والخمول وقلة المقدرة على الاتصال والتواصل وقصر فترة الانتباه في الدرس وزيادة حركات اليد والرجل المتكررة بشكل غير طبيعي.

لذا يجب على الإنسان أن يأكل النباتات التي لها ألوان ساطعة بشكل خاص ومنها : البروكلي ، السبانخ، حباب الملفوف الأخضر الصغير، البقوليات الخضراء والحمراء والصفراء مثل الطماطم والجزر، والفواكه مثل البرتقال الأحمر والأصفر والكريبفروت، والتوت بأنواعه والعنب والمشمش والدراق.

غير أن الحديد يحتاج إلى فيتامين C لكي يمتصه الجسم ، وكذلك اجتناب ما يمنع الجسم من امتصاصه كالشاي  المركز ومضادات الحموضة والمواد التي تشتمل على الفوسفات.

والمقدار اللازم من الحديد يوميًا لا يقل عن 10مليغرامات . ويمكن تناوله في شكل دواء لكن بمقادير  يحددها الطبيب.(العبيدي،2003)

الأسيتيل كارنيتين  acetyl- L-carnitie وحامض اليبويك Lipoic acid

تشير الأبحاث الحديثة أن تناول هذه المواد مع بعضها يحسّن من أداء الذاكرة مما يحمي الذاكرة كذلك على المدى الطويل وبالذات عند الكبر.

بل تشير الأبحاث أن هذه المواد تؤخر شيخوخة الدماغ وقد تشفي بعض ما أصابه من عطل بسبب الهرم.

بشكل عام يوجد الأستيل كارنتين في الخضار ولحم البقر ويوجد حامض الليبويك في الكبد وفي الخضار ذات الأوراق وبالذات في السبانخ. كما يوجد حمض الفوليك في الفول وهو من مضادات التأكسد فهو يحافظ على القدرة على التعلم بشكل عال ٍ.

الكافيين والمنبهات الأخرى (الشاي ، القهوة، الكولا، المشروبات المنشطة)

الكافيين له أثر سيء ومباشر على قوة انتباه وتركيز الأطفال أثناء الدرس هذا إضافة لقلة التحصيل العلمي.

تشير الأبحاث أن 100مغم من الكافيين للأطفال في اليوم كافية لأن تترك أثرُا سيئًا وبشكل ملحوظ على التحصيل العلمي للطالب.

لذلك ينصح بالامتناع التام عن تناول الكافيين أثناء الدراسة ليتم عمل الدماغ بشكل طبيعي دون محفّزات كيميائية في هذا العمر.

علمًا أن معدل كمية الكافيين في كأس كبيرة من القهوة أو الشاي هو 100*30مغم والكولا 50مغم والمشروبات المنشطة أكثر من 80 مغم للعلبة 250ملل.

في حين أن 3 أكواب من من القهوة(النسكافيه) حد أقصى مسموح به أي متا يعادل 3إلى4 أكواب شاي كبيرة.

أما المشروبات المنشطة (مشروبات الطاقة) ففيها إضافة للكافيين مواد منبهة أقوى من الكافيين.

لذلك يشعر الفرد بتغيير بعد شربها ليس لأن فيها طاقة أو سعرات حرارية.

علمًا أنه يجب أن لا يتم تناول هذه المشروبات قبل سن الثامنة عشرة ، وأن لا تصبح أسلوب غذائي يومي.

الشوكلاته

تحتوي الشوكلاته على 380 مادة كيميائية الأمر الذي شجع الدكتورة إيمانويلا ديتماسو والدكتور دانيال بيوميلي نشر بحثهما المشهور في مجلة الطبيعية بعنوان ” مواد حشيشية للدماغ في الشوكلاته” حيث تم اكتشاف مواد كيميائية شبيهة بالمركبات الكيميائية في الحشيش.

ومنها ما يعمل على زيادة الدوبامين والأناميد ومواد أخرى مسؤولة عن الشعور بالسعادة والنشوة والارتياح.

وبشكل عام كلما كانت كمية السكر والزيت بالشكولاته أقل يكون مفعولها للدماغ أفضل.

الكحول

تشير جميع  الأبحاث أن المشروبات الكحولية تترك أثرًا سيئًا وقد يكون دائمًأ على الدماغ . حيث ثبت أن هناك انكماشًا في القشرة الدماغية عند الأشخاص الذين يشربون الكحول بشكل متوسط مما يقلل من ذاكرتهم وقدرتهم على التعلم.

تأثير البيئة على الدماغ

إن تأثير البيئة لا يقتصر على المواد الكيميائية الجيدة أو السيئة في البيئة المحيطة بل يتعداه إلى الجو العام الإيجابي والضغوط بجميع أنواعها: النفسية الضوء الحرارة الصوت وغيرها.

الضغوط النفسية

إن كثرة التعب وقلة النوم يمكن أن تسبب خللاً ما في تصرفات الطفل وتعلمه، مما يؤثر على حياته بشكل سلبي ودائم.

بل إن الضغط والخوف عند الأطفال يغير كيمياء الدماغ والجسم عندهم.

هذا يعني أن الظروف التي يعيشها الإنسان يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل طريقة عمل الجينات في دماغه .

وقد وجد الدكتور المعروف سابولسكي في بحث مهم نشره في مجلة العلوم المشهورة أن دوام المعاناة من الضغوط المحيطة سيؤدي إلى انكماش في الدماغ وخاصة في منطقة قرن آمون وهي المنطقة التي لها علاقة بالتعلم والذاكرة.

طريقة التعليم

تشير الأبحاث إلى أن التعرض المتواصل في التعليم إلى الضغط النفسي يؤدي إلى إفراز الكورتيزول بشكل متواصل في منطقة قرن آمون في الدماغ مما يؤدي إلى موت الكثير من الخلايا المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.

وفي حالة الضغط المتواصل فإن الدماغ يشعر أنه يعمل لكي “يعيش” وكأنه في حالة الدفاع عن النفس فهو يريد أن يعطي نتائج سريعة لكي تفي بالحد الأدنى المطلوب منه.

لذلك كان من أول شروط الإبداع هي أن تحب وتستمتع فيما تعمل.

فالإبداع يتطلب أن وجود حالة أسمها التدفق. وهي حالة يعيشها الإنسان عندما تندمج مجموعة من النشاطات الممتعة والهدف الذي يراد تحقيقه نتيجة نشاط معيّن.

بل إن اي عملية تعليمية يجب أن تحتوي على إذكاء العواطف الإيجابية وأن نضعها في محتوى جيد لنبيّن لماذا ندرس هذا وذاك وما علاقته باختراع أو إنجاز ما وكيف هذا ربما يؤثر عليّ أنا كمتعلّم.

فالتركيز على المعلومات والحقائق العلمية والعلاقات والقوانين المنطقية فقط لا يكفي لإشعال روح الإبداع عند أي شخص.

إن نشاط الدماغ يزداد كثيرًا عندما يرتبط بالعواطف وبالتالي عندما يزداد هذا النشاط يتم تخزين المعلومات وبالتالي التذكر بسهولة أكثر.

أي أن التعليم في ظل عواطف إيجابية سيزيد من نشاط الدماغ وبالتالي الذاكرة والتعلم.

فالجو المرح والمتعة أثناء التعليم ينشّط لوزة الدماغ ويزيد من تدفق الناقل العصبي الدوبامين إلى الجبهة الأمامية من قشرة المخ مما يزيد من نشاطها وبالتالي التعلم وارتفاع مستوى العمليات الفكرية العليا مثل التخطيط والتحليل والإبداع وهذا يؤدي إلى تحسين أداء الذاكرة وقدرة حل المسائل التعليمية وحب الاعتماد والثقة بالنفس .

تأثير بعض المواد الأخرى

أثر بعض المواد الكيميائية على الدماغ وكيفية التعامل معها.

إن معظم المواد الكيميائيـــة التي يستخدمها الدمـــاغ يأخذها من الغذاء.

كما أن مواد كيميائية ربما يتناولها الإنسان عن طريق الهواء كما هو حال غازات الأعصاب وأول أكسيد النيتروجين والملوّثات البيئية أو الحقن كما هو حال بعض المخدرات كلها مواد تؤثر على الحالة الكيميائية للدماغ.

بل يمكن دراسة المؤثرات الخارجية غير الكيميائية مثل الجو الإيجابي والضغوط النفسية والحرارة وتقلب الطقس والضوء  وغيرها على تركيبة الدماغ الكيميائية.

الروائح العطرية الخفيفة

بشكل عام الروائح الخفيفة تنشط عمل الدماغ بالإضافة إلى أنها تؤثر في الشعور بالراحة النفسية والمزاج وقلة الخوف وتزيل التوتر.

ويذهب البروفيسور ليويس توماس من جامعة أوهايو إلى أن أثر بعض الروائح يمكن أن تصل إلى تهيئة الإنسان إلى أحسن حالة يمكن أن يصل لها من أجل التعلم.

الرصاص

إن الرصاص له أثر خطير جدًا على الدماغ ، ومعروف أن مصادره الرئيسة وقود السيارات ودهان البيوت.

التدخين

تشير الأبحاث أن التدخين يؤثر وبشكل سلبي على عملية التعلم، فلتدخين يطلق حوالي 3000 مادة كيميائية وفيها كمية عالية من غاز أول أكسيد الكربون السام بالإضافة إلى أن كمية الأكسجين تصبح قليلة في جو التدخين.

الأمواج الكهرومغناطيسية

إن أخطر أثر يبدو لتلك الأمواج تأتي من السكن قرب المحولات الكهربائية التي توّزع الكهرباء إلى المناطق السكنية. كذلك محطات تقوية اتصال التلفون الخلوي.

3: 7 …………………..كيف يمكن للمعلمين جعل بيئة التعليم أفضل………………………

ومما يمكن للمعلمين الاستفادة منه لجعل التعلم أفضل:

تهيئة المناخ ، فإذا أردت كمعلم أن يفكر طلبتك جيدًا اجعل بيئة  التعلم وعملية التدريس آمنة.

حيث  تبيّن من خلال الفحص الطبي للقشرة الدماغية أنها لا تعمل بشكل مناسب عندما يكون الفرد متوترًا أو خائفًا .

مراعاة الفروق الفردية ،  فنحن عندما نتعلم المزيد عن صعوبات التعلم وقنوات الاتصال وأساليب التعلم والذكاءات المتعددة وعندما نستخدم أساليب متنوعة في التدريس (البصرية والسمعية والحسية الحركية) وندمج بين هذه الأساليب حتمًا سيصبح تعليمنا أفضل.

عندما يكون هناك فرصة للطلبة ولتسميع المواد المتعلمة من خلال المناقشة والأنشطة وتعليم الآخرين وإرشادهم فإن ذلك يزيد من فرص الاحتفاظ بالمادة المتعلمة.

عندما نستخدم صورًا متنوعة في التقييم مثل المسوحات القبلية والبعدية وقوائم التقدير والتقارير الذاتية فإن ذلك ييحسن الأداء الأكاديمي بشكل أفضل.

عندما نشجع التكافل الاجتماعي الذي يمكن أن يأتي عن طريق الزملاء والمجموعات والتعاون والعمل الجماعي ، وعندما نوفر أمل النجاح للطلبة ونعزز إنجازاتهم ونشجهم عملهم فإن ذلك يتيح للدماغ العمل بشكل أفضل وأكثر عطاء.

نماذج واقعية

وأختم أخيرًا بنماذج لمعلمين آمنوا بأبحاث التعلم المستند إلى الدماغ ،فكانت تلك الأمثلة التي نتمناها أن تصبح واقعًا حقيقيًا لممارسات معلمينا في الميدان التربوي.

دخل المعلم إلى أحد الصفوف ، وقد شغل قرصًا CD لتنطلق منه قطعة موسيقية لموزارت تملأ المكان، فما كان من الطلبة إلا أن أسندوا ظهورهم إلى مقاعدهم وراحوا ينصتون لهذه الموسيقى وأجسامهم مسترخية، بعد لحظات أوقف المسجل وبدأ المعلم درسه في الهندسة.

هذا مثال لمعلم متأثر بأبحاث الدماغ التي تقول بأن مناطق الدماغ المتخصصة في إدراك العلاقات المكانية لا بد وأن تستثار أولا من خلال الاستماع إلى بعض أنواع الموسيقى عندئذٍ يصير دماغ الطالب أقدر على تعلم الهندسة.

في حين دخل معلم آخر وقبل البدء بحصته طلب من أحد المتطوعين أن يقول نكتة لطيفة ليتبادل المعلم مع الطلبة الضحكات ثم يبدأون بالحصة.

هذا المعلم يعمل على مبدأ من مبادئ الدماغ مفاده أن الانفعالات تؤثر على الوصلات العصبية في الدماغ حيث تفشل في التكون والتوسع في حالة التهديد ، والتهديد بدوره يقلل من إمكانيات التفكير الراقي، والضحك يقوي من التعلم والدافعية له ، وأن بيئة التعلم لابدّ وأن تكون ممتعة.

في صف آخر يدخل الطلبة ويجلسون على شكل مجموعات ، كل مجموعة تتعاون في إنجاز المهمة التي يكلفهم بها المعلم حتى يكاد ينحصر دوره في التوجيه والتسهيل

هذا الصف يعمل وفق مبدأ من مبادئ عمل الدماغ وهو أن ”الدماغ اجتماعي“ وأن هذا الجو من العمل يجعل ”الدماغ يرقص طربًا“  (السلطي،2004)

المراجع

جينس ،إيريك، 2001، كيف نوظف أبحاث الدماغ في التعليم، دار الكتاب التربوي،الطبعة الأولى،  السعودية.

عبدالجليل، باسل، 2006، من كيمياء الدماغ إلى التعلم والإبداع، معهد التدريب والتطوير الأكاديمي(إيادات) ،الطبعة الثانية، عمان .

ننلي،كاثي، ترجمة الريماوي،محمد عودة،2006،  دماغ التلميذ، دار المسيرة ،الأردن.

عبيدات ،ذوقان و ابوالسميد،سهيلة،2007،  الدماغ والتعليم والتفكير، دار الفكر.

السلطي،ناديا،2004، التعلم المستند إلى الدماغ، دار المسيرة ، الأردن.

العبيدي،حمادي،2003، القوى العقلية استخدامها ونموها ، دار وحي القلم ، دمشق.

سناء أبوزمعة وآخرون،2004، فنون المذاكرة، الدار العربية للعلوم،بيروت.

روبين،جان مارك، ترجمة منذر،عبير،2005، الغذاء لتنمية الذكاء، دار الفراشة ، بيروت.