الذات
مفهوم الذات: هي جوهر الشخصية وحجر الأساس فيها.
يمكن تعريف الذات على أنها تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية، والتصورات والتقييمات الخاصة بالذات، يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته.
ويمكن للذات أن تأخذ صورا متعددة ومستويات متباينة فهنالك:
- مفهوم الذات المدرك: وهي وصف الفرد لذاته كما يتصورها هو.
- مفهوم الذات الاجتماعي: ويتمثلها الفرد خلال التفاعل الاجتماعي مع الأخر، وهي الصورة كما يتصورها مع المجتمع.
- مفهوم الذات المثالي: وهي الصورة المثالية للشخص الذي يود أن يكون عليها.
إن وجود فجوة بين مفهوم الذات المدرك والمثالي يمثل أمرا صحيا، ذلك انه يعكس وجود طموح عند الفرد ورغبته في النمو والتطور بالمقابل فان عدم وجود فجوة على الإطلاق أو وجود فجوة كبيرة يتسبب في ظهور كثير من المشاكل مما يعني أن الفرد لن يبذل جهد يرقى بإمكاناته وقدراته.
عندما نتحدث عن الذات لابد أن نشطر بالحديث حول:
الخبرة:
هي أشياء أو مواقف يعيشه الفرد في زمان ومكان، يتفاعل معها الفرد أو ينفعل بها ويؤثر فيها ويتأثر بها، والخبرات إما أن تتطابق مع مفهوم الذات وبالتالي تحقق الراحة والتوافق النفسي لدى صاحبها، أو لا تتفق مع الذات وبالتالي تشكل تهديدا وتضفي قيمة سلبيه وتصبح مركز توتر وقلق وسوء توافق.
السلوك:
وهو نشاط موجه نحو هدف من جانب الفرد تحقيقه وإشباع حاجاته، والسلوكيات كل الخبرات إما أن تتفق مع مفهوم الذات فتحقق التوافق النفسي للشخص أو لا تتفق فتشكل سوء توافق. مما يجدر بالإشارة أن السلوك يمكن تغيره وتعديله وأحسن طريقة لإحداث التغير في السلوك هي إحداث تغيير في مفهوم الذات لدى الفرد.
مفهوم الذات:
على أننا نحتاج أن ندرك الحقائق التالية:
- مفهوم الذات يتأثر بالوراثة والبيئة
- يتأثر بالنضج والتعلم
- يتأثر بالأشخاص الهامين في حياة الفرد مثل الوالدين والرفاق
- يتأثر بالحاجات (الأمن، الحب، احترام الذات، تحقيق الذات)
- مفهوم الذات من المفاهيم التي تتشكل مبكرا لدى الفرد
- مفهوم الذات من المفاهيم القابلة للتغير
- من أخطائنا أننا تعزو رغباتنا إلى دواتنا والصواب غير ذلك
بمعنى تقول: لا استطيع والصواب: لا أريد.
إذا أردنا تغير ذاتنا حتما سندفع الثمن، ولكي نغير حقا دواتنا لا بد من البدأ أولا بـ:
كشف الذات:
يرى علماء النفس أن ذات الإنسان تتشكل من 4 مستويات /أنواع:
- نوع معروف للذات
- نوع معرف للآخرين
- غير معروف للذات
- نوع غير معروف للآخرين
1 | 2 | |
3 | 4 |
أي أن هناك أمور:
- معروف للذات، ومعروف للآخرين
- غير معروف للذات، ومعروف للآخرين
- معروف للذات غير معروف للآخرين
- غير معروف للذات وغير معروف للآخرين
لابد لنا من توسيع ما هو غير معروف للذات لتحصيل كشف الذات أحسن
وتوسيع ما هو غير معروف للآخرين لرفع كفاءة الاتصال مع الآخرين أكثر
فكلما توسعت النافذة الأولى دل على اننا نسير في الطريق الصحيح وهكذا
يمكن تسمية هذه النوافذ:
Known to all: حيث يبدو كشباك مفتوح، نكون فيه واعيين لأنفسنا والآخرين، والكل متفق على صفاته وهو يقر بذلك.
Blind: الشباك الأعمى، ويبدو كبقعة عمياء أي أننا لا نراه في أنفسنا لكن الآخرين يرونه فينا، وتتعرف عليه من انتقادات الناس لنا أو مصارحتهم لنا.
Hidden: وهو الجزء الخفي من حياتنا الذي نعرفه لكننا أن لا نشارك الآخرين به، وهي الأسرار ويمكن تضييقها عند البوح بها.
Unknown to all: وهو الذي لا نعيه عن انفسنا ولا الاخرين يعرفونه عنا، ويمكن التعرف عليه من خلال مساعدة المرشدين النفسانيين تضيقه وتوضحه.
وهكذا فإن علماء النفس والإرشاد النفسي يستخدمون عدة تمارين لرفع كشف الذات لدى الفرد، وتدريبه على اكتشاف ذاته أكثر. ومن هذه التمارين على سبيل المثال لا الحصر:
عندما نتحدث عن “الوعي بالذات”
تمرين 1:
فإننا نجيب عن السؤال من أنا؟ حيث تشمل الاجابه (بصراحة مطلقه)
الاسم ومدى أهميته من صاحبه
الجنس، العمر، مكان الولادة
من هم الأشخاص أصحاب التأثير على شخصيتنا خلال النمو/التعليم، ومدى الرضا عنه؟
القيم ومدى تأثيرها بالذات؟
الذكريات، العلاقات السعيدة، الأمور الأخرى التي لم نحصل عليها ؟
مركز القوة/الضعف (الجوانب الايجابية والسلبية لدينا)؟
تمرين 2:
اكتب أسماء أكثر 3 أشخاص أهمية لك؟
تمرين 3:
اكتب 3 أمور تفتخر بها في حياتك؟
تمرين 4:
ما هو أكثر أمرين تحب عملهما (نشاط)؟
تمرين 5:
اكتب 3 كلمات تحب أن تقال عنك؟
تمرين 6:
إذا عرفت أن هذه السنة هي الأخيرة من عمرك ماذا تفعل؟
إن هذه التمارين وغيرها تساعد الشخص على اكتشاف ذاته أكثر وبتالي يتمتع بكفاءة اتصال افضل مع نفسه ومع الاخرين.