الرياض المحمدية 1
إنَّ أهمَّ ما يعتني به المسلم في حياته اليوميَّة: هو العمل بسنَّة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم في جميع حركاته، وسكناته، وأقواله، وأفعاله، حتَّى تنتظم حياته كلُّها على سنَّة الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، من الصَّباح إلى المساء.
قال ذو النُّون المصري: “من علامة المحبَّة لله عزَّ وجلَّ متابعة حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم في أخلاقه، وأفعاله، وأوامره، وسنَّته”
لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ آل عمران:31
وقال الحسن البصري رحمه الله: “كان علامة حبِّهم إياه إتِّباع سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم”
وعليه فإنَّ منزلة المؤمن تقاس بإتِّباعه للرِّسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فكلَّما كان تطبيقه للسُّنَّة أكثر، كان عند الله أعلى وأكرم.
والالتزام بالسُّنَّة له فوائد عديدة منها:
- الوصول الى درجة محبَّة الله تعالى لنا
- جبر النَّقص الحاصل في الفرائض
- تعظيم شعائر الله
ونبدأ نزهتنا في الرياض المحمدية مع:
فضل الصلاوات الخمس عامة:
قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) العنكبوت: 45
وعن أبى أيوب رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: (إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة) صحيح الجامع.
صلاة الفجر:
عن جندب بن سفيان رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح فهو فى ذمة الله فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمته فى شئ) رواه مسلم.
صلاة العصر:
عن أبى موسى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة)، معنى البردين: أى الفجر والعصر. رواه البخارى.
صلاة العشاء:
عن عثمان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى العشاء فى جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح فى جماعة فكأنما قام الليل كله) رواه مسلم.
فضل سنن الصلاوات المفروضة:
عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى فى يوم ثنتى عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة الا بنى الله له بيتا فى الجنة أو بنى له بيت فى الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين بعد صلاة الغداة)، معنى صلاة الغداة: الفجر. رواه مسلم.
فضل سنة الفجر:
عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) رواه مسلم.
فضل سنة الظهر:
عن أم حبيبة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار) رواه أبو داود.
فضل سنة العصر:
عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا) رواه أبو داود.
فضل سنة المغرب :
عن أنس رضى الله عنه موقوفا قال: (كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السوارى فركعوا ركعتين حتى ان الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليها) رواه مسلم.
فضل النوافل:
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ان أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فان صلحت فقد أفلح وأنجح وان فسدت فقد خاب وخسر وان انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك) صحيح أبى داود.
فضل صلاة قيام الليل:
قال تعالى: (آمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) الزمر:9.
فضل صلاة الوتر:
عن علي رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أهل القرآن أوتروا فان الله وتر يحب الوتر) صحيح أبو داود.
فضل صلاة الضحى:
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الضحى صلاة الأوابين) ابن خزيمة فى صحيحه.
فضل صلاة التسابيح:
عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أخبرك ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وأخره قديمه وحديثه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته. عشر خصال: أن تصلى أربع ركعات تقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة فى أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع وتقولها وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون فى كل ركعة تفعل ذلك فى أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفر الله لك إن استطعت أن تصليها فى كل يوم مرة فافعل فان لم تفعل ففى كل جمعة مرة فان لم تفعل ففى كل شهر مرة فان لم تفعل ففى كل سنة مرة فان لم تفعل ففى عمرك مرة) صحيح الجامع.
فضل الصلاة في المسجد:
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له فى الجنة نزلا كلما غدا أو راح) رواه البخارى.
فلنبادر في هذه الأيام الفضيلة لإحياء السنة والتمسك بها واغتنام الأجر لقوله صلى الله عليه وسلم: (من تسمك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر شهيد).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.