الزّبير بن العوّام
- أسلم الزّبير رضي الله عنه مبكّراً، إذ كان واحداً من السّبعة الأوائل الّذين دخلوا الإسلام وكان عمره ١٥ سنة. (سبّاق).
- كان أوّل من شهر سيفه في الإسلام، حيث شاع خبر ذات يوم بمكّة أنّ محمّداً قد قتل، فاستلّ سيفه وخرج يبحث كالإعصار حتّى اطمأنّ على النّبيّ. (فدائيّ).
- هو ابنة عمّ النّبيّ صفيّة، ويلتقي نسبه مع النّبيّ في قصيّ بن كلاب، وزوج أسماء بنت أبي بكر. رغم ذلك نال حظّه من التّعذيب على يديّ عمّه الّذي كان يلفّه بالحصير ويشعل فيه النّار ويقول: اكفر بربّ محمّد، أدرأ عنك العذاب، فيقول:لا لا والله لا أعود.
- هاجر إلى الحبشة الهجرتين الأولى والثّانية، وبعدها ما تخلّف عن رسول الله مشهداً واحداً.
- تلقّى جسده في سبيل الله ضربات السّيوف حتّى صار جسده فيه مثل العيون الغائرة من الطّعن والرّمي، وكان يقول: من استطاع منكم أن يكون له جَنيٌ من عمل صالح فليفعل.
- قال له أحدهم: والله لقد شهدت بجسمك ما لم أره بأحد قط، فقال الزبير: أما والله ما منها جراحة إلّا مع رسول الله في سبيل الله.
- وفي أُحُد أرسله رسول الله مع أبي بكر على رأس سبعين من الصّحابة لتعقّب جيش قريش العائد إلى مكّة حتّى لا يفكّر بالرّجوع والقضاء على المسلمين، فجعلهم يخشون من الجيش.
- وفي اليرموك كان جيشاً وحده، فلمّا رأى خوف المسلمين من تعداد الرّوم صاح: الله أكبر، واخترق الجيش وحده ضارباً بسيفه، ثمّ قفل راجعاً لا يكبو ولا يحبو. (مغوار).
- كان شديد الولع بالشّهادة حريصاً عليها، حتّى أنّه كان يسمّي أولاده بأسماء الشّهداء حتّى ينالوها. فحين كان طلحة بن عبيد الله يسمّي أولاده بأسماء الأنبياء، حرص ابن الزّبير على تسميتهم بأسماء من استشهد من أصحابه، مثل:
١. عبد الله بن الزّبير، تيمّناً بعبد الله بن جحش.
٢. والمنذر، تيمّناً بالشهيد المنذر بن عمرو.
٣. وعروة، تيمّناً بالشهيد عروة بن عمرو.
٤. وحمزة، تيمّناّ بالشهيد حمزة بن عبد المطّلب.
٥. وجعفر، تيمّناً بالشّهيد جعفر بن أبي طالب.
٦. ومصعب، تيمّناً بالشّهيد مصعب بن عمير.
٧. وخالد، تيمّناً بالشّهيد خالد بن سعيد.
- كانت الشّهادة محور حياته والقتال في سبيل الله فنّه الّذي يبرع فيه. لذلك ما ولّي إمارةً قطّ ولا جباية ولا خراجاً ولا شيئاً إلّا لغزو في سبيل الله. (هدف واضح).
- رأى مشهد استشهاد خاله حمزة والتّمثيل به، فكان لا يفكّر إلّا بالثّأر له، حتّى نُهوا عن الثأر.
- وفي حصار بني قريظة أرسله النّبيّ مع عليّ بن أبي طالب، فقالا: “والله لنذوقنّ ما ذاق حمزة أو لنفتحنّ عليهم حصنهم”، ثمّ ألقيا أنفسهما داخل الحصن حتّى فتحاه.
- وفي حنين رأى مالك بن عوف زعيم هوازن وقائد جيش الشّرك يومئذٍ مع جمع من جنوده، فاقتحمهم وحده وشتّت شملهم.
- وكان رسول الله يباهي به ويقول: “إنّ لكلّ نبيّ حواريّاً، وحواريّي الزّبير بن العوّام”، وفيه قال سيّدنا حسّان بن ثابت:
أقام على عهد النّبيّ وهديه حواريّه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه يوالي وليّ الحقّ والحقّ أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الّذي يصول إذا ما كان يومٌ مُحَجَّلُ
له من رسول الله قربى قريبة ومن نصرة الإسلام مجدٌ مؤثلُ
فكم كربة ذبّ الزّبير بسيفه عن المصطفى والله يعطي فيجزل
- وكان يدير تجارة رابحة، باع يوماً دار بستمائة ألف، فقيل له: غٌبِنت، قال لم أُغبن، هي في سبيل الله.
- لمّا نفض يديه من القتال يوم الجمل ورفض المتابعة، لحقه رجل فقتله وهو يصلّي، فقال سيّدنا عليّ: بشّر قاتل ابن صفيّة بالنّار، سيفٌ طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله.