المختصر المفيد في عقيدة التّوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب

         الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد السادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أهل المكرمات، وعلى من سار على نهجهم وتمسك بهديهم حتى الممات، وبعد،

فهذا مؤلَف متواضع أسميته (المختصر المفيد في عقيدة التوحيد)، وقد وضعته لطلبة العلم؛ ليكون مقدمة بين أيديهم لكتب التوحيد والعقيدة التي تزخر بها مكتبتنا الإسلامية، والغرض من هذا المؤلَف كما يقول شمس الدين البابلي المتوفى عام 1077م: “لا يؤلف أحد كتاباً إلا في أحد أقسام سبعة، وهي:

إمّا أن يؤلف من شيء لم يسبق إليه فيخترعه

أو شيء ناقص يتمّه.

أو شيء مستغلق يشرحه.

أو طويل يختصره، دون أن يخلّ بشيء من معانيه.

أو شيء مختلط يرتبّه.

أو شيء أخطأ فيه مصنّفه يُبيّنه.

أو شيء مفرّق يجمعه.”

ولعلي حاولت إدراك جُلّ غايات التأليف هذه في هذا المؤلَف، حيث دفعني لتأليفه وجمعه، ما وجدته في بطون كتب التوحيد القيّمة التي اطلعت عليها؛ لتحضير مادة علمية وافية في هذا المجال، فوجدت طويلاً يحتاج إختصاراً دون إخلال، وصعباً يحتاج شرحاً وتبسيطاً ومتفرقات قيمّة هنا وهناك، فأحببت أن أجمعها كلها في كتاب واحد، محافظاً على غايته الأساسية، أن يكون مختصراً لا إطناب فيه؛ ليسهل على طلبة العلم الاطلاع عليه والاستفادة منه قبل الشروع في دراسة كتب التوحيد وعلم العقيدة التي تركها لنا سادتنا العلماء ممن سبق جزاهم الله عنّا كل خيرا، وهو جهد متواضع، وبضاعةٌ مزجاة تحتمل التقصير والخطأ فأستغفر الله تعالى من كل خطأ، وأسأله تعالى أن يعصمنا بعصمته ويسدد خطانا ويلهمنا الرشاد ويبارك في هذا العمل، وأن يجعله مقبولاً عنده، خالصاً لوجهه الكريم، وأن يتقبل ممن ساعد على طباعته وإخراجه، إنه سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.