خلق التوكل
تعريفه:
- مقام قلبي يقوم على ثقة القلب بالله فلا يعتمد على أحدٍ سواه و يثق بما عند الله و ييأس بما في أيدي الناس.
- هو التعلق بالله و التعويل عليه في كل شيء و رجوعه إلى الله في كل الأمور.
- هو التصديق بالله و الاعتماد عليه و السكون إليه و الطمأنية بتفويض الأمور إليه و التبرؤ من كل حول و قوة فيما سواه.
و التوكل أمر إلهي و الدليل على ذلك قوله تعالى: ((فتوكل على الله))، ((و على الله فليتوكل المؤمنون))، ((فتوكل على الله))، ((و الله يحب المتوكلين))، ((و من يتوكل على الله فهو حسبه))، ((و توكل على العزيز الرحيم)).
و هو خُلق محمدي و هدي نبوي و الدليل الحديث الشريف:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا “
قال رجل للنبي – صلى الله عليه وسلم:
(( يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل))
فضائل التوكل:
- حصول العبد على درجة الإيمان لقول الله تعالى: ((و على الله فليتوكلوا إن كنتم مؤمنين))، ((و على الله فليتوكل المؤمنون))، ((فتوكل على الله)).
- حصول العبد على محبوبية الله لقول الله تعالى: ((و الله يحب المتوكلين)).
- تبعث السكينة و خصوصاً عند الشدائد لقول الله تعالى: ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
- باب خير عظيم عنْ أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَالَ -يعنِي إِذَا خَرَج مِنْ بيْتِهِ-: بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلا حوْلَ وَلا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ، يقالُ لهُ هُديتَ وَكُفِيت ووُقِيتَ، وتنحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ، فيقول: -يعْنِي الشَّيْطَانَ- لِشَيْطانٍ آخر: كيْفَ لَكَ بِرجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفي وَوُقِى؟.))
- الكفاية من كل هم لقول الله تعالى: ((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ))
الأخذ بالأسباب:
لا يتعارض التوكل مع الأخذ بالأسباب.
إذ هذا أمر إلهي و ذاك أمر إلهي، و دليل قوله تعالى: ((فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه))،((و لتبتغوا من فضله))
إنما المقصود أنه لا نعتمد على الأسباب نفسها.
وصدق من قال: “أن نأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء و أن نعتمد على الله كأنها لا شيء”.
مراتب التوكل:
الأولى: و هي الادنى
كحال المتوكلّ مع الوكيل الشفيق الملاطف و في هذه المرتبة يمكن للمرء أن يخطر بباله التهم.
الثانية: و هي أوسطهم
كحال الطفل مع أمه ، لا يرجع في جميع أموره إلا إليها، و لا يوجد أي اتهام انما التعلّق يحدث عند الحاجة فقط.
الثالثة: و هي أعلاهم
كحال الميت مع مغسله، لا اتهام بل تعلق دائم.
كما جاء في الحديث:
((ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، فقيل: “من هم؟” قال: “هم الذين لا يكتوون ، ولا يتطيرون ، و لا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون” فقام عكاشة فقال:” ادع الله أن يجعلني منهم؟” فقال: “أنت منهم ” ثم قام رجل آخر فقال: “ادع الله أن يجعلني منهم؟” فقال: “سبقك بها عكاشة”)).
لا يكتوون: أي يتداوون ولا يلجأون للكي إلا كآخر علاج.
لا يتطيرون: أي لا يتشائمون.
لا يسترقون: أي الرقى التي ليست من الإسلام و إلا فالنبي رقى بالقرآن الكريم.
((يا داوود، ما من عبد يعتصم بي دون خلقي فتكيده السماولت و الأرض إلا جعلت له مخرجاً)).
– انشغالك بما هو مضمون لك عما هو مطلوب منك دليل على انطماس البصيرة لديك.