تعريفه:
- يعرف الخلق في اللغة أنه الطبع والسجية فهو ما يكون متأصلاً في النفس ويأتي الدين و الاخلاق المحمدية لتتمم مكارم الأخلاق وتسمو بها وتوجهها التوجيه الصحيح في الإطار الصحيح.
- من ذلك مثلاً الخوف وهو طبع متجذر في النفس البشرية فالإنسان بطبعه يتعلم المخاوف بعد ولادته فيخاف النار والحيوان المؤذي والسقوط في الهاوية وغيرها من المخاوف التي تتشكل شيئاً فشيئاً.
- وإنما جاء الدين ليسمو بالإنسان ويضبط أفعاله في الاتجاه الصحيح، فأقر الإسلام مشاعر الخوف لدى الانسان ولكنه سما بها ليصبح خلقاً حميداً، لا صفة معيبة.
- واستغل الشيطان عدو الانسان الأول شعور الخوف لدى الانسان ليوجهه بما يحقق له رغباته والدليل قوله تعالى ((إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ)) فيأتي الشيطان فيخوف الإنسان على رزقه ومستقبله ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا)) ليوجه عباده إلى الخوف الأولى والأنفع له.
- يقول حجة الإسلام الإمام الغزالي “إعلم أن حقيقة الخوف هو تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل” وقد يكون ذلك من جريان الذنوب، وقد يكون من الله تعالى بمعرفة صفاته التي توجب الخوف لا محالة وهذا أتمّ وأكمل لذلك قال الله ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)).
- وقال غيره من بواعث العمل وجود الخشية وهي تعظيم يصحبه مهابة والخوف هو انزعاج من انتقام الرب.
- دعا الله عباده إلى الخوف منه وحده فقال ((إِيَّايَ فَارْهَبُونِ))، مدح المؤمنين ووصفهم بالخوف ((يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ))، وجعله شرط الكمال الإيمان ((وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))
- وجعل جزاء الخوف منه جنتين لا جنة ((وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)) والجنة لا ريب مأوى من خاف ربه ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)).
- وقد كان الصالحون كثيرو البكاء والحزن وإذا سمعوا ذكر النار يغشى عليهم وكأن النار ما خُلقت إلاّ لأجلهم لاعتقادهم بأن كل بلاء دون النار يسير وأن كل خطب دون البعد عن الله هيّن.
- وقالوا من لم يكن له مثل تقواه لم يدر ما الذي أبكاه ومن لم يشاهد جمال يوسف لم يدر من الذي آلم يعقوب.
- وقالوا ما فارق الخوف قلباً إلا خَرِب.
مراتب الخوف:
- خوف العامة: الخوف من العقاب وفوات الثواب.
- خوف الخواص: الخوف من العتاب وفوات الاقتراب.
- خوف خاصة الخواص: الخوف من الاحتجاب بعروض سوء الأدب