خلق الرجاء
وبتوازن الشريعة المحمدية فلا يذكر الخوف إلا ويذكر معه الرجاء فالخوف خلق محمدي وسلوك محمود ومقام رفيع والرجاء خلق محمدي وسلوك مطلوب ومقام منشود.
تعريفه:
السكون لفضله تعالى لشواهد العمل في الجميع وإلا كان اغترار.
- حثنا الله على الرجاء ونهانا عن القنوط والدليل قوله تعالى ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
- وقال مبشراً بسعة رحمته ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)).
- ومدح الذين يرجون رحمته ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ)).
وكم تحدثت الأحاديث الشريفة عن الرجاء:
- “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم”
- “يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم”
- “يُدْنَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُ ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ”
الرجاء والتمني:
ويختلف الرجاء عن التمني، فالراجي يأخذ بأسباب الطاعة طالباً الله الرضى والقبول بينما يترك المتمني الأسباب وينتظرّ ذاك الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ”.
وجعل القاعدة واضحة ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)).
الرجاء والخوف:
الأولى بالعبد في ريعان شبابه أن يغلبّ خوفه على رجائه وأن يغلب فب آخر عمره الرجاء كما قال تعالى “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي”، عن جابر بن عبد الله الأنصاري – رضي الله عنهما – أنه سمِع رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يَموتنَّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله – عز وجل”.
والسالك إلى الله يطير إلى الله بجناحي الخوف و الرجاء معاً كما مدح ربنا ((تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا))
مراتب الرجاء:
- رجاء العامة: حسن المآب بحصول الثواب
- رجاء الخواص: حصول الرضوان والاقتراب
- رجاء خاصة الخواص: التمكين من الشهود وزيادة الترقي في أسرار الملك المعبود.