خلق الصبر
تعريفه:
- التباعد عن المخالفات، و السكون عند تجرع البلية، حبس النفس على ما تقتضيه الشريعة و عما تقضيه الحبس عنها، ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله.
أما الشكوى للله فجائزة و الدليل على ذلك
((إنما أشكو بثي و حزني إلى الله)) ، ((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي))
أما الشكوى لفير الله فهو كمن يشكو من يرحم إلى من لا يرحم
كما قال أحدهم:
وإذا عَرتْك بليةٌ فاصبرْ لها صبرَ الكريم، فإنَّه بك أعلمُ
وإذا شكوتَ إلى ابنِ آدمَ إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يَرحمُ
أقسامه:
- الصبر على الطاعات: بالاستقامة على الشرع و المثابرة على العبادات و النهج للأمة
((يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ))
((وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))
- الصبر على المعاصي: مجاهدة النفس في نزاوتها و ردها
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))
((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ))
- الصبر على المصائب: فالدنيا دار ابتلاء و امتحان
((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ))
(( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ))
((وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
من الأحاديث:
- وَعنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ”: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه”متفقٌ عَلَيهِ
- قال رسول الله ﷺ”: إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبَّره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه.” رواه أحمد وأبو داود
- عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ:” قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”. رواه مسلم.
- حديث رسول الله – ﷺ – “الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يتحمل أذاهم” رواه الترمذي
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدَّعُون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم» رواه البخاري
الصبر نصف الايمان:
ذكر 90 مرة في القرآن الكريم
- ((وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))
- ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ))
- ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ))
- ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ))
- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”
- ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ))
- ليس بصابر من لم يصبر على ألمه، بل ليس بصادق من لم يتلذذ بألمه