خلق الصدق
لابد للسالك إلى الله أن يتحقق بثلاث صفات:
- الإخلاص
- الصبر
- الصدق
لأن صفات الكمال لا يتحقق بها إلا من اتصف بهذه الثلاث.
تعريفه:
- تعريف الإمام الغزالي (إعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معانٍ: صدق في القول، صدق في النية، صدق في العزم، صدق في الوفاء بالعزم، صدق في العمل وصدق في تحقيق مقامات الدين فمن اتصف في جميع ذلك فهو الصدّيق) .
- صدق اللسان في الإخبار، ويدخل فيه الوفاء بالوعد و الخلف.
- صدق النية والإرادة، ويرجع ذلك إلى الإخلاص، فلا يكون له باعث إلاّ الله.
- صدق في العزم على العمل لله تعالى واستمداد القوة منه تحول العادات إلى عبادات.
- صدق الوفاء بالعزم لتذليل العقبات.
- صدق الأعمال حتى تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف به.
- صدق مقامات الدين بتحقيق الخوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا والحب.
- وقيل الصدق: الحكم المطابق للواقع ومحله اللسان (بالإخبار عما هو عليه) والقلب (العزم الأكيد) والأفعال (العمل بنشاط وحب). والباعث الوثوق بالمخبر.
- وقيل الصدق استواء السر والعلانية والظاهر والباطن فلا تكذب أقوال العبد أفعاله ولا أعماله أحواله
- فهو عزم على الهمة والترقي في مدارج الكمالات والتخلي عن المذموم من الصفات
- وإن من الصدق التأهب للقاء الله فهو مفتاح جميع الخيرات، عندها يصبح للمرء:
- صدق إنابة العبد لربه بالتوبة النصوحة
- صدق تهذيب النفس الأمارة بالسوء
- صدق في إخراج حب الدنيا من القلب
- صدق في طلب العلم تخلصا من الجهل
- صدق في العمل وهو ثمرة العلم و غايته
الصدق أرفع الدرجات بعد النبوة والدليل قوله تعالى ((وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ)) ولذلك أمر الله المؤمنين بملازمتهم والدليل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) ويصفهم بالقلة ((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)) لذلك قال معروف الكرخي “ما أكثر الصالحين، وما أقل الصالحين في الصالحين))
- ((فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ))
- ((قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ))
- ((وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ))
جاء في الحديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ”
وقال الإمام القشيري:”أقل الصدق استواء السر والعلانية، والصادق من صدق في أقواله، والصديق من صدق في جميع أقواله و أفعاله وأحواله، ولا يعلو مقام الصديق إلا مقام النبوة”.