سعيد بن زيد
هو سعيد بن زيد القرشي العدوي، ولُد قبل البعثة بـ 22 سنة، كان من السابقين للإسلام، فأسلم بعد 13 رجل، كان أبوه من الأحناف في الجاهلية فلم يسجد لصنم، وروى 48 حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو ابن عم عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة بن زيد زوجة عمر، وزوجته أخت عمر فاطمة بنت الخطاب، وهما سبب إسلامه.
زوجاته:
فاطمة بنت الخطاب، حَزْمَهَ بنت قيس، أمامة بنت الدّجيج، جليسة بنت سُويد بن الصامت، ضُبْخ بنت الأصبغ، ام الأسود، أم خالد، أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري، أم ولد، ابنة قربة، جميلة بنت عبد الله.
أبناؤه:
عبد الله الأكبر، عبد الله الأصغر، عبد الرحمن الأكبر، عبد الرحمن الأصغر، إبراهيم الأكبر، إبراهيم الأصغر، عمرو الأكبر، عمرو الأصغر، الأسود، طلحة، محمد، خالد، زيد، هشام.
بناته:
أم الحسن الكبرى، أم الحسن الصغرى، أم حبيب الكبرى، أم حبيب الصغرى، أم زيد الكبرى، أم زيد الصغرى، عائشة، حفصة، عاتكة، زينب، أم سلمة، أم موسى، أم النعمان، أم سعيد، أم خالد، أم صالح، أم عبدٍ الحولاء، زُجلَة، أسماء.
كان أبوه زيد يقول لقريش: يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري.
وكان يحيى المؤودة، ويقول للرجل الذي يريد قتل ابنته: لا تقتلها، أنا أكفيكها مؤونتها، فإذا ترعرعت دفعها لأبيها إن شاء.
ولقي أبوه النبي، غير أنه توفي قبل 5 سنوات من البعثة، وقال فيه: دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين، وقال يُبعث يوم القيامة لوحده.
كان سعيد رجلاً آَدَمَ (أسمر)، طوالاً، أشْعَرَ، وكان يكُنّ أبا الأعور، وقيل أبو ثور.
لم يهاجر إلى الحبشة، إذ كان من رؤساء قريش وأشرافها، وكان ممن هاجر بمعية سيدنا عمر بن الخطاب، وآخى النبي بينه وبين أبي بن كعب بعد الهجرة.
شهد مع النبي المشاهد كلها إلّا بدر، حيث أرسله النبي لمعرفة أخبار قريش، وضرب له النبي ولصاحبه طلحة بسهامهما وأجورهما، وشهد بيعة الرضوان وكان من رجالها.
وكان دائما من القلة التي تقف أمام رسول الله، حيث مكانته إلى جانب أبي بكر وعمر وعلي، وكان يقول: “والله لمشهد شهده أحدكم مع رسول الله، تغبّر فيه وجهه، أفضل من عمر أحدكم لو عمّر عمر نوح”.
في عهد أبي بكر كان ممن خرج إلى فتح بلاد الشام مع الجند، ثم كان من قادة يوم اليرموك وأبلى فيها.
يقول حبيب بن مسلم: “اضطررنا يوم اليرموك إلى سعيد بن زيد، فلله در سعيد، ما سعيد يومئذٍ إلا مثل الأسد، لمّا نظر إلى الروم وخافها، اقتحم إلى الأرض، وجثا على ركبتيه، حتى إذا دنوا منه وثب في وجوههم مثل اللَّيث، فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله، وأخذ والله يقاتل راجلاً قتال الفارس”.
وكان عدد المسلمين يوم اليرموك 24 ألف، والروم 120 ألف.
كما شهد فتح دمشق، واستخلفه أبو عبيدة عليها، فكان أول من ولي من المسلمين عليها.
في عهد عمر لم يذكره في أهل الشورى؛ لأنه ابن عمه وزوج أخته وأخو زوجته.
وكان ممن بايع عثمان ثم بايع عليّ، ولعله ممن اعتزل الفتنة.
وكان عثمان قد أقطع له أرضاً بالكوفة، فنزلها وسكن فيها.
وكان يرغب عن الولاية كما قيل فيه: “رغب عن الولاية، وتشمر في الرعاية، قمع نفسه، وأخفى عن المنافسة في الدنيا شخصه”.
ثم سكن المدينة.
ثم بايع معاوية بن أبي سفيان، ورفض مبايعة يزيد بن معاوية من بعده، فلمّا كتب معاوية إلى مروان بالمدينة أن يبايع لابنه يزيد للخلافة من بعده، جاء رجل من أهل الشام وقال لمروان: ما يحسبك؟ قال: حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع؛ فإنه سيد أهل البلد، إذا بايع بايع الناس، قال الشامي: أفلا أذهب فآتيك به؟، فذهب الشامي إلى سعيد بن زيد وقال له: انطلق فبايع، أو لأضربن عنقك. قال: تضرب عنقي؟ فوالله إنك لتدعوني إلى قوم أنا قاتلتهم على الإسلام. فرجع الشامي إلى مروان، فأخبره، فقال له مروان: اسكت.
ثم ماتت أحد أمهات المؤمنين وكانت قد أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فقال الشامي لمروان: ما يحبسك أن تصلي على أم المؤمنين. قال: انتظر الذي أردت أن تضرب عنقه، فإنها أوصت أن يصلي عليها. فقال الشامي: استغفر الله.
وجاءت امرأة فادّعت أن سعيد بن زيد أخذ أرضاً، فتنازل لها عنها، فقيل لها: “لا تؤذي صاحب رسول الله”، ودعا عليها أن تُعمى تم تموت، فكان.
توفي في المدينة سنة 51هـ، وكان يوم الجمعة، فتركوا الجمعة، وغسله سعد بن أبي وقاص، ونزل في قبره، ودُفن في المدينة.