صفحة جديدة مع الله
في أفضل أيام الله
انتبه.. أخي في الله إنها أعظم فرصة في حياتك لبدء صفحة جديدة مع الله.
إنها أفضل أيام الله
إنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان
إنها العشر الأوائل من ذي الحجة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام)، يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
إذا.. انتبه.. هذه الورقة فرصة هائلة.. فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله.. فرصة لكسب حسنات لا حصر لها لنعوض ما اقترفناه من الذنوب فهي حسنات تعدل حسنات من أنفق كل ماله بل وحياته في الجهاد في سبيل الله.. فرصة لتجديد الشحن الإيماني في القلب.
فمواسم العبادة مثل رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة نفحات من الرحمن لتجدد الإيمان في قلوبنا، فهل عندك استعداد أن تنال هذا الثواب العظيم مقابل أن تنفق بعضا من وقتك في سبيل الله في هذه الأيام ؟ اعلم أن بداية الفرصة مغرب أول يوم من ذي الحجة وتنتهي مغرب أول أيام العيد إن شاء الله.
إليك أخي بعض المشاريع نحاول من خلالها أن نتعاون على طاعة الله في هذه الأيام المباركة:
- مشروع ختم القرآن:
لكي تختم القرآن مرة واحدة على الأقل في هذه الأيام عليك أن تقرأ يومياً ثلاثة أجزاء، وإنك بذلك تكون قد نلت حوالي نصف مليون حسنة يومياً من القرآن فقط، هذا غير اجر مضاعفة الحسنات في هذه الأيام إن شاء الله.
- مشروع وليمة كل صلاة:
هل تعلم انك إذا فعلت التالي: قبل الآذان بخمس دقائق فقط توضأت ثم انطلقت إلى المسجد، وكررت الآذان في المسجد، ثم دعوت بعد الآذان لرسول الله بالوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، ثم صليت السنة وجلست تدعو الله عز وجل، ثم صليت الفريضة في الصف الأول على يمين الإمام فقد فزت بكل الثواب التالي:
ثواب تساقط ذنوبك من كل عضو أثناء الوضوء.
ثواب على كل خطوة نحو المسجد ترفع بها درجة وتحط بها خطيئة.
مغفرة ذنوبك لترديدك الآذان.
نيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعائك له.
ثواب الدعاء بين الآذانوالإقامة الذي هو دعاء مستجاب.
ثواب صلاة السنة.
ثواب انتظار الصلاة بعد الصلاة فكأنك في صلاة.
ثواب تكبيرة الإحرام وصلاة الجماعة في الصف الأول.
وللأخوات لو توضأت قبل الآذان بخمس دقائق ثم مكثت في مصلاها تنتظر الصلاة واحتسبت على الله هذا الأجر فلها ما احتسبت إذا شاء الله.
- مشروع الذكر:
الذكر هو أعظم الكلمات عموماً وخاصة في هذه الأيام، وأعظمه سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بكل كلمة شجرة في الجنة، وإن بكل كلمة كجبل أحد حسنات عند الله، وكما أن رمضان هو دورة تربوية مكثفة في القرآن، فإن العشر الأوائل هي دورة تربوية مكثفة في الذكر، قال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، وقال أيضا: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وهي أيام العشر.
متى تُقال هذه الكلمات ؟
اثناء سيرك في الطريق لقضاء مصالحك.
اثناء ذهابك للمسجد، ويا حبذا لو تبكر أحيانا بنصف ساعة وتنوي المكث في المسجد، وتدخل لتصلي ركعتين، ثم تنهمك في هذا الذكر حتى الصلاة، ثم بعد الصلاة تمكث أيضا نصف ساعة تكرر فيها هذا الأمر.
اثناء عودتك من المسجد.
لن تقل هكذا يومياً عن ألف مرة من هذا الذكر بما يساوي أربعة آلاف شجرة في الجنة يوميا، هل تعلم إنك إن واظبت على هذا في هذه العشر بماذا ستفوز ؟ هل سمعت عن من كانوا يمتلكون قديماً آلاف الأفدنة ؟ سيكون حالك وسط أهل الجنة كحال هؤلاء وسط أهل الدنيا، وأيضا نلت ثواب وفضل المكث في المسجد والاعتكاف على أحد أقوال أهل العلم.
- مشروع الصيام:
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم، يشرع الصيام في هذه الأيام التسع ويحرم في اليوم العاشر (يوم العيد) فكل يوم يباعد به الله بينك وبين النار سبعين خريفاً (أي ما يساوي إذا صمت التسعة أيام 630 عاماً).
- مشروع الأخوة في الله:
عليك أن تخصص يوماً على الأقل في هذه الأيام العشر تدعوا فيها أصحابك إلى الإفطار عندك، ويا حبذا لو تهدي إليهم بعض الأشرطة والمطويات إنك بذلك تكون قد نلت ثواب الأخوة في الله، بالإضافة إلى ثواب إفطار الصائمين، وثواب الدعوة إلى الله.
- مشروع صلة الأرحام:
احرص يوميا بين المغرب والعشاء على عمل تبر به والديك، أو زيارة أحد أقاربك أو الاتصال به.
- مشروع الحج والعمرة:
هذا المشروع يوفر عليك أكثر من أربعين ألف جنيه يومياً، بل يجعلك تفوز بأكثر مما طلعت عليه الشمش وغربت، وذلك من خلال المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لك بذلك أجر حج وعمرة تامة تامة تامة (ويمكنك أن تقرأ في هذه الجلسة بعد أذكار الصباح ورقة الذكر).
- مشروع قناطير الفردوس:
وذلك إن قمت الليل بألف آية فإن لك في كل ليلة قناطير جديدة في الجنة حيث إنك كتبت عند الله ليلتها من المقنطرين كما اخبر الحبيب، وإن قمت بمائة آية كتبت عند الله حينها من القانتين، فلا تنسى أخي أن ليل هذه الأيام أيضا له فضل، فعلى قول قوي من أقوال أهل التفسير أن الليالي العشر التي أقسم بها الله في سورة الفجر هي هذه الليالي.
- مشروع التوبة اليومية:
وذلك لمن ابتلى بالمعاصي فعليه في كل يوم أن يترك معصية تعلق بها، مثلا أو يوم يترك التدخين، وفي اليوم التالي يترك الاختلاط المحرم، وهكذا في كل يوم يتوب إلى الله من ذنب جديد.
- مشروع يوم عرفة:
هل تدرك خطورة هذا اليوم ؟ إن صومه يكفر ذنوب عامين كاملين، فلنحسبها سويا، اثني عشر ساعة من الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة تساوي مغفرة ذنوب أربع وعشرين شهراً، أي أن كل ساعة في هذا اليوم = شهرين، إذا فكل ستين دقيقة = ستين يوم، إذا كل دقيقة= يوم، فهل هناك عاقل يضيع دقيقة واحدة من هذا اليوم العظيم ؟
ماذا ستفعل في هذا اليوم بعد ما علمت كل هذا ؟؟ الصيام.. اعتكاف اليوم بالكامل لمن استطاع (من الفجر إلى المغرب) .. الاجتهاد والتفاني في عبادة الله لا سيما في الدعاء، فأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذكر وتلاوة القرآن، وعليك بإعداد الدعاء من الآن حتى لا تحتار ساعتها بما ستدعو الله.
- مشروع أول يوم العيد:
هو خير أيام الدنيا على الإطلاق كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا اليوم عليك بصلة الرحم، وبر الوالدين، والإحسان إلى الجيران، والتودد إلى الأصدقاء، وكذلك الأضحية للمستطيع، ستقول أنها غالية الثمن، اشترك مع ستة من أصحابك على الأكثر في ذبح بقرة، أو حتى اذبح وحدك جدياً، وشارك في إظهار هذه الشعيرة العظيمة، قال تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
ملاحظة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم من نوى أن يضحي ودخلت عليه أيام العشر أن يأخذ من شعره أو أظفاره.
لا تنسى هذه الفرصة الذهبية:
بناء بيت في الجنة كل يوم، وذلك بصلاة الاثنتى عشرة ركعة الراتبة.
أداء صلاة التسابيح يوميا لمن استطاع، وقد حسن حديثها الإمامان بن حجر والنووي والشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني رحمهم الله، وفيها تقال كلمات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مائة مرة، إذن كلما صليتها فلك 1200 شجرة في الجنة، وذلك غير ثواب صلاة التسابيح المذكور في الحديث.
إدخال السرور والبهجة على الأسر الفقيرة بإعطائها إما مالاً أو لحوماً أو ملابساً قد لا تحتاجها وهم في أمس الحاجة إليها.
أن تصبح في يوم صائماً، وتتبع جنازة، وتخرج صدقة، وتعود مريضاً، وعد النبي صلى الله عليه وسلم من فعل هذا في يوم واحد بالجنة.
للمشغولين:
إذا كنت مشغولاً بالإمتحانات مثلاً، فلن اطلب منك أكثر من نصف ساعة قبل كل صلاة وساعة قبل الفجر لكي تفعل الآتي:
- قراءة جزء يومياً من القرآن.
- قيام الليل قبل الفجر بساعة والإكثار من الدعاء والاستغفار.
- الصيام يومياً ما عدا اليوم العاشر ولك دعوة مستجابة إذا شئت دعوت الله أن يوفقك في الامتحان.
- الذهاب للمسجد قبل الآذان بنصف ساعة لتنفيذ مشروع وليمة كل صلاة.
تذكر:
كل ساعة في هذه الأيام.. بل كل دقيقة.. قد تساوي مغفرة يوم قضيته من أوله لآخره في معصية الله، ولم تضيع منه دقيقة واحدة بلا معصية، أي فعلت فيه 86400 معصية، فلا تضيع دقيقة من أغلى كتر في حياة المؤمن في أفضل وأحب وأعظم أيام الدنيا لله.