عبادة الصوم
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يخلو دين سماوي من فرضية الصيام وتعبّد الله تعالى بامتناع النفس عن الشهوات والسعي لتدرّجها في مدارج الكمال والتهذيب
ومصداق ذلك قول الحق جل جلاله (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))
هذه الآية قال عنها أصحاب الأذواق ” لذة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء”
فيشعر المرء بحلاوة العبودية حين ينبري لتطبيق أي خير أو بر في حياتنا اليومية
كما أن عبادة الصوم هي باب العبادة كما في الحديث (إن لكل شيءٍ باباً وإن باب العبادة الصوم)
و وسيلة صفاء القلوب (عليكم بالصوم تصفو قلوبكم)
وسرّ الزكاة والبركة (الصوم نصف الصبر ولكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم)
والأجر الباقي للمرء من الثواب بعد فناء كل مدخراته (كل حسنة يعملها ابن آدم فهي بعشر حسنات إلى مئة حسنة إلى سبعمئة حسنة إلا الصوم فإن الله تعالى يقول فإنه لي وأنا أجزي به)
فلا يؤخذ منه بتعويض المظلومين فيقال : بقي أجر صومه ، فيقول الحق : (الصوم لي)
وهو ستر ووقاية من النار (الصوم جُنة يجتن بها العبد من النار)
وهو مدرسة تربوية وتأديبية موسمية لا مجال للتفريط فيها (من لم يدع قول الزور والعمل به فلا حاجه في أن يدع طعامه وشرابه)
لذلك يتدرّب الصائم على كظم غيظه وضبط أعصابه (فإن شاتمه أحد فليقل إني امرؤٌ صائم) .
باختصار هي ركن من أركان الإسلام لا يكتمل بناء عبادات المؤمن من دونها ولا يعرف معونة الصيام إلا من عايشها
جعلنا الله تعالى وإياكم ممن يقبلون على عبادة الصوم ويؤدونها حق الأداء ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين