على أبواب العشر الأخير
قالوا:
جرت الأيام وقد مضى العمر والقلـب لا شكرٌ ولا ذكرُ
والغفـلةُ الصـماء شـاهرةٌ سيـفا والأيام تمضي وينقضي العمـرُ
حتى متى يا قلـب تغرق في لجج الهوى، إن الهوى بحـرُ
ها قد حبـاك الله فرصةً طرقـت رحـابَك عشرٌ أُخر
لذلك يجب على الإنسان أن يسأل نفسه، كيف مضى العشر الفائت؟ هل أحسنت فيه العمل؟ هل فعلًا ذقت الحب والوصال؟
ولنسمع أرباب المحبة وهم يقولون:
- لهفة البدايات ليست حب، فلا يحصل الحب للإنسان بأسبوع أو اثنين، بل يبدأ الحب حين ينتهي الحماس.
أفلا أبحث بنفسي عن الحب؟
اسمع:
- مهمتك ليست السعي وراء الحب ، بل أن تسعى وراء إزالة كل حاجز قد بنيته بينك وبينه، عندها يأتي الحب.
وتذكر:
- لا تكال قربة المحب بالمكاييل، بل بمقدار ما كان فيها من امتثال وحضور وخشية.
فإذا لك يكن هناك حضور و وصال؟
- لا تجزع من جرحك وإلّا كيف للنور أن يتسلل إلى باطنك!.
فهي إذًا فرصة التفقّد والصيانة والتزوّد.
لأنه:
- ليس كل قلب يصلح للقُرب، ولا كل صدر يحمل الحب.
كما في الحديث: “ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، فبينما القمر مُضيء إذ علته سحابة فأظلم، فإذا تجلت عنه أضاء”
فلعل سحابة القلب تنجلي فيضيء
إن صحّ منك القرب والسعي والمحاولة
فكلما أقبل العبد على الله وحاول، كلما رأى ذلك الأثر، كما في الأثر: (إذا أقبل عليَّ عبدي بقلبه وقالبه، أقبلت عليه بقلوب عبادي مودَّةً ورحمة)
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى: أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ”
وقالوا:
مِن فقه العبد أن يعاهد إيمانه وما ينتقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم نزغات الشيطان أنّى تأتيه.
وهنا ميّزة رمضان ،وسرّ هذه الأيام، فحين يجوع ويظمأ الجسد، ترتوي الروح وتصحّ القلوب، وتصلح للقرب من علّام الغيوب.