فضل العلم والتعلّم
فضل العلم والتعلّم
الحمد لله الذي رفع قدر العلم والمتعلّمين ، والصلاة والسلام على خير من علّم في العالمين ، وعلى آله وأصحابه هداة العلم والدين ، وعلى من سار على نهجهم إلى يوم الدين ، وبعد،
فإذا عزمنا اليوم على خوض سباق جديد ، في ميدان الخيرات القديم ، المتاح لكل أحد ، المتفرّد بالسبق فيه كل متميّز فمن جدّ وجد ، فلن نجد أكبر باباً ولا أعظم تنافسًا ولا أسرع مكسبًا من سبق العلم وعظيم فضله ، حيث يقول الله جلّ في علاه:
((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)) كيف لا والعلم باب الخيريّة لهذه الأمة كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة منها:
( من يرد الله خيرًا يفقهه في الدين) البخاري
(العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس) سنن ابن ماجه
(من سلك طريقاً يلتمس فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة) أبي داوود
( من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة) سنن الدرامي
( وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضىً لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإ ن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهماً وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)
ولما كانت هذه الأيام مواسم اختبارات ومذاكرات وجدنا أنه من الجميل تذكر أسباب النجاح ، ليتسنّى لطالب العلم الأخذ بها والاستفادة منها وهي:
من أسباب النجاح
- الدراسة المتواصلة مع الحرص على الحضور والتحصيل.
- تنظيم الوقت
- الطهارة من الذنوب
- العلاقة الطيبة مع الله وأداء العبادات
- الحرص على إرضاء الوالدين.
- الحرص على طهارة البيت من الأنجاس.
- تجنّب رفقاء السوء وسائر الملهّيات
ومن واجبات المتعلم بشكل عام:
- الانتفاع بالعلم
كما قال عليه السلام (أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه)
- العمل به
سُئل سيدنا علي عن فتن آخر الزمان ثم قيل له : ومتى ذلك؟ قال : إذا تُفقّه لغير الدين وتُعلّم العلم لغير العمل والتُمست الدنيا بعمل الآخرة.
- تعليمه وعدم كتمانه
(من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ) سنن أبي داوود
- الصبرعلى التعلم والتعليم
ولله درّ الإمام الشافعي حين قال:
اصبر على مرّ الجفا من معلم
فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مرّ التعلم ساعةً
تجرّع ذل الجهل طول حياته
- الحفاظ بالعرفان والجميل لمن علّمنا
- عدم الاغترار بالعلم
ولا تطلبّن الجاه يا صاحِ إنه شهيٌ وفيه السم من حيث لا تدري
- الشكرعليه بتوظيفه لخدمة الدين
(إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله ، فقيل كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوّفقه لعمل صالح قبل الموت)
- السعي الدائم لاكتساب العلم
ورحم الله من قال :
“اقرأ وانت واقف في الانتظار، وفي السيارة، وتحت ظلال الأحزان ، بسيف العزم و درع الصبر وغليظ المجاهدة، إلى متى ستنتظر الوقت المناسب وليس المهم إن كبونا مرة بل المهم أن ننهض بعد كل عثرة”
- والنجاح الأكبر
ما حدده رب العزّة جلّ في علاه بقوله ((فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز))
وحكاية عن الفائزين في يوم القيامة (( هاؤوم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه)) تثابلها صورة ((يا ليتني لم أوت كتابيه))
(( يوم تبيّض وجوه وتسودّ وجوه))
اللهم اجعلنا ممن يبيّض وجهه في ذلك اليوم العظيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.