محمد الفاتح
نِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ
نِعْمَ الْعَبْدُ صُهَيْبٌ ، لَوْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ لَمْ يَعْصِهِ
نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ
نِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجلِ الصَّالحِ
نِعْمَ سَحُورُ المُؤْمِنِ التَّمرُ
نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ
نِعْم السَّلَف أَنَا لكِ
نِعْمَ الْعَطِيَّةَ وَنِعْمَ الْهَدِيَّةَ، كَلِمَةُ حِكْمَةٍ تَسْمَعُهَا فَتطْوِي عَلَيْهَا، ثُمَّ تَحْمِلُهَا إِلَى أَخٍ لَكَ مُسْلِمٍ تُعَلِّمُهُ إِيَّاهَا
نِعْمَ القومُ الأزَدُ طيِّبةٌ أفواهُهُم فخرة أبدانهم نقيَّةٌ قُلوبُهُم
نعم الحي الأسد والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يغلون
حوصرت القسطنطينية منذ تأسيسها 29 مرة منهم 11 مرة من قِبَل المسلمين وذلك منذ 34هـ – 43هـ – 49هـ – 50هـ – 52هـ – وثانية 52هـ استمر الحصار 7 سنوات.
55هـ – 98هـ – 98هـ – 121هـ – 165هـ – 165هـ – 182هـ – 283هـ
وكان تأسيسها في شهر أيار عام 330م وفتحها في شهر أيار عام 1453م أي بعد قرابة 11 قرن
نشأته:
تولى السلطان مراد الثاني تربية ولده محمد الثاني وأشرف عليه بنفسه من الناحية العسكرية
حيث كان يصطحبه إلى ساحات الحرب فيرى الجيوش المتحاربة ويسمع الخطط
وكان قد دربه على ركوب الخيل ورمي القوس والضرب بالسيف
وأنشأه نشأة دينية وعقلية، حيث عهد إلى الشيخ أحمد الكوراني أول معلميه، كان عالما فقيهًا، مشهود له بالتفوق والإتقان، كان يعتبر أبا حنيفة زمانه وهو من حببه بالعلم وشجعه على حفظ القرآن حتى ختمه وأقام له والده أحتفالًا لائقًا.
ثم تابع على يد الشيخ آق شمس الدين وكان من أساطير العلم وكان صارمًا يعنفّه حتى بعد توليه الحكم وكان محمد الفاتح يحترمه ويحبّه
كما أتقن التركية والعربية والفارسية واللاتينية والإغريقية والصربية وشيئًا من الإيطالية.
وبرع في الفنون فكان رسّامًا ماهرًا ومصور مبدع ويعزف على أكثر من آلة موسيقية وينتظم الشعر ويحبه بل له ديوان بالتركية، كما درس التاريخ القديم والمعاصر.
وكان يراسل العلماء ويغدق عليهم العطايا حتى لقّب بأبي الخيرات، كما تميّز بالكفاءة والذكاء والقوة والعدل والثقافة الواسعة.
كان يتقن التنظيم والإدارة والتطوير الإداري إضافة لعنايته بتطوير القدرات العسكرية الهائلة.
بشرى:
كان السلطان محمد الفاتح قد صحب في حصار القسطنطينية الشيخ آق شمس الدين والشيخ آق بيق فحضرا.
وبشّر الشيخ شمس الدين الوزير أحمد باشا بالنصر فقال: سنفتح القسطنطينية هذا العام في اليوم الفلاني وقت الضحوى الكبرى وبشر الوزير السلطان، فلما اقترب الموعد ولم تلح البشائر أسرع الوزير إلى خيمة الشيخ فمنعوه الدخول، فنظر من أسفل الخيمة فإذا الشيخ ساجد على التراب ورأسه مكشوف وهو يتضرع ويبكي وما رفع رأسه حتى بشّر بالفتح فنظر الوزير فإذا الأعلام ترفع ودخل العسكر
فلما هنأ السلطان قال: ما فرحت بهذا الفتح وإنما فرحت بوجود هذا الرجل في زماني.
وكان الشيخ يداوي الأبدان بالأعشاب ويحكي أن النبتة تقوول له أنا أداوي المرض الفلاني.
((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ))
لقد حاول السلطان محمد امتثال هذا الأمر الإلهي جهد استطاعته.
ففي القوى البشرية وصل تعداد جنده ربع مليون مجاهد.
البنية اللوجستية: بنى قلعة (روملي حصار) في الجانب الأوروبي مقابل قلعة السلطان بايزيد في أضيق نقطة على البسفور وتبعد عنها 660م وارتفاعها 82م لتتحكم بالسفن المارة فيه.
الأسلحة الهجومية: اعتنى بالمدافع واستعان بالمهندس المجري أوربان ووفر له كل الإمكانيات المتاحة لتصنيع الدافع.
السفن البحرية: حتى عدّه المؤرخون مؤسس الأسطول البحري العثماني.
أفكار متجددة: أنشأ فرقة اللغمجية (جنود حفر) حتى أصاب أهل القسطنطينية هلع وفزع، كما ابتكروا قلاع خشبية متحركة طولها 3 أدوار أعلى من الأسوار، كُسيت بجلود مبلولة صُنعت في ليلة واحدة.
إضافة لفكرته التي فاقت الخيال حين أجرى السفن على البر، فعبرت فوق الجبال بدل الأمواج فقال البيزنطينيون لقد فاق محمد الثاني الإسكندر الكبير.
حيث نقل السفن مسافة 3 أميال من بشكتاش إلى القرن الذهبي.
وبذلك تحققت نبوءة أهل القسطنطينية حين قالوا: (لن تفتح القسطنطينية حتى تجري السفن على اليابسة) يريدون استحالها، فجرت، وحطمّت الأسطورة وقالوا: الآن سقطت القسطنطينية.
وصايا:
أوصى ابنه فقال: يا بني، إياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة، فإن الدين غايتنا، والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا.
وكانت وصيّته قبل الفتح أن قال: إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث رسول الله ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير، فأبلغوا أبناءنا العساكر فردًا فردًا أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدرًا وشرفًا، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغراء نصب عينيه، فلا يصدر عن أحد منهم ما يجافـي هذه التعاليم، وليجتنبوا الكنائس والمعابد، ولا يمسوها بأذى، ويدعوا القساوسة والضعفاء والعجزة الذين لا يقاتلون.
وعن الفتح خطب فيمن حوله وقال بالعربية الفصحى البشارة النبوية “لتُفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”.
من أشعاره:
أنا عبدٌ لسلطان من عبيده سلاطين هذه الدنيا
ونور شمسه يبر الضحا
وإذا ما قتلني بالسهم أو بأهداب العيون
فسواء على القتيل فتكه الحسام أو قتله السهام
وقال: سيذهب البستان من اليد
سيأتي الخريف وتذهب الحديقة والربيع من اليد
أيها الحبيب وفِ بالعهد ولا يغرّنك الجمال والنضرة
نيتـــــي: امتثـالــــــي لأمـــــر الله “وجاهـدوا فـي سبيل الله”.
وحـمــاســــي: بــــــذل الجـهـــد لخــدمــــة دينـــي، ديــن الله.
وعـزمـــي: أن أقهــر أهــل الكفـــر جميعـاً بجنــودي: جند الله.
وتفكيري: منصب على الفتح، على النصر والفوز، بلطف الله.
وجهادي: بالنفس والمال، فماذا في الدنيا بعد الامتثال لأمر الله.
وأشـواقــي: الغـــزو الغزو، مئات الآلاف من المرات لوجه الله.
ورجـائــي: فــي نصـــر الله، وسمــو الــدولــة على أعداء الله.