مصعب بن عمير
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد الملك العَبدري القُرشي
أعطر أهل مكة وأنعم فتيانها
لأجل مكانته عند قريش وحظوته فيها فهو زينة المجالس، سمع بخبر النبي الجديد عرف طريق دار الأرقم، وهناك وجدت السعادة الحق.
كتم إسلامه عن أمه خِناس بنت مالك خوفا من بطشها حتى رآه عثمان بن طلحة الذي أخبر أمه فقيدته بالسلاسل، بقي في الأسر والقيد حتى غافل حراسه وهاجر إلى الحبشة.
في السفر ظهرت أخلاقه الأصيلة فقال عبد الله بن عامر بن ربيعة كان مصعب بن عمير لي خدنًا وصاحبًا منذ أسلم إلى أن قتل يوم أحد خرج معنا إلى الهجرتين جميعا بأرض الحبشة وكان رفيقي من عند القوم فلم أرَ رجلا قط كان أحسن خلقا ولا اقل خلافا منه، ورجع إلى مكة ورآه النبي يوما لا ينشر عطرًا ولا يجر ثوبًا ولا يلبس نعلًا بل عليه بردة غليظة، فذرفت عيناه وقال (انظروا إلى هذا الذي نوّر الله قلبه لقد رأيته عند أبوين يغدوانه بأطيب الطعام والشراب ولقد رأيت عليه حلة شراها أو شُريت له بمئتين درهم) فدعاه حب الله وحب رسوله إلى ما ترون.
ثم اتبعه النبي إلى يثرب لينشر الإسلام فيها ويعلم من أسلم وكان ممن أسلم على يديه سيدنا بني عبد الأشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير الذي عرض عليه الإسلام بكل منطق أو (تجلس فتسمع) فإن رضيت أمرًا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره.
وكيف حاله يوم العقبة الثانية قبل أن ينزل رحله، ويوم الهجرة ويوم بدر كان حامل اللواء فهو من بني عبد الدار، قصته مع أخيه أبو عزيز بن عمير ووصايته به “هو أخي دونك”.
يوم أحد كان حامل اللواء، أشبه الناس برسول الله، قطع ابن قمئة يده اليمنى ثم اليسرى ثم ضمه ثم استشهد وعند الدفن والكفن لم تغطي بردته جسمه فقال النبي: (غطو بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر ثم قال فيه لقد رأيتك بمكة وما بها أحد أرق حلّة ولا أحسن لمة منك ثم أنت شعث الرأس في بردة، ثم تلا قوله تعالى: ((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً))، ثم لما فرغ من دفن الشهداء قال اشهد انكم احياء عند الله تزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفس محمد بيده لا يسلم عليهم أحد الا ردوا عليه إلى يوم القيامة.