من أحداث شهر شعبان
من أحداث
شهر شعبان
- نزول فرضية الزكاة (طهارة المال)
- نزول آية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (طهارة الأرواح)
- ليلة النصف من شعبان (مكرمة ربانية عظيمة)
- تحويل القبلة
- معجزة شقّ القمر
أ- نزل قوله تعالى:
((سيقول السُفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قِبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدّي من يشاء الى صراط مستقيم))
حين يعرف المسلم أن الكون كله لله
وأنه عبدٌ لله، يفهم أن يجب أن يسير وفق مراد الله.
تحويل القِبلة هي رسالة تصحيح مسار وضبط بوصلة.
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم
كان يدعو في استفتاح صلاته:
((وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا مِن المشركين•إن صلاتي ونُسُكِي ومَحْيَاي ومَمَاتِي لله رب العالمين..))
فالصلاة ملاقاة الله
((واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين•الذين يظنُّون أنهم مُّلاَقُوا ربهم..))
وذكر الوجه لأنه أشرف ما في الإنسان لذلك يوّجهه
((بلى من أسلم وجهه لله وهو مُحْسن))
والا الله ليس له مكان ولا تحدَّه جهة
((وهو معكم أينما كُنتُم))
المطلوب ان تحفظ الجهة وتتوجه اليها دائماً، وتعرفها وتشهدها
((فأينما تولوا فثمّ وجه الله))
فيكون الله دائماً قبلتك ومقصودك:
“يا قبلتي في صلاتي اذا وقفت أُصلّي”
فكان شعار الصالحين
“إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي”
حينها يكون الله دائماً معك ، لذلك
علّم النبي ابن عباس رضي الله عنهما هذه الكلمات: (يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله)
وحين سألوا الشافعي وهو صغير:
هل حفظت القرآن؟ قال: بل القرآن حفظني.
وعلَّم النبي حفيده الصغير الحسن بن علي أن يقول في دعاء قنوته:
(اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتوّلني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني وأصرف عني شرّ ما قضيت..)
وتعليمه للغلمان يعني أنها من أبجديّات الاسلام.
ولن نعرف الهداية دون أن نسألها من الله
(يا عبادي كلكم ضالّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم)
ونتعلّم من دعاء السفر أن الله معنا في كل مكان (اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل والولد)
ودعاء الخروج من المنزل:
(بِسْم الله توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة الا بالله، فيُقال له: هُديت وكُفيت ووقيت، فيتنحى الشيطان ويقول:
ماذا افعل برجلٍ هُدي وكُفي ووقي)
فحادثة تحويل القبلة مناسبة لنعيد ضبط البوصلة بأولوياتنا ووِجهاتنا في هذه الحياة، وإعادة توجيه الدفّة وإعدادات المصنع وفق منهج الله..
ب- وعن مكانة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عند رَبِّه:
بدليل قوله تعالى ((فلنوليّنّك قِبلةً ترضاها)) أي لإرضائه صلى الله عليه وسلم
وليست هذه أول مرة ولا آخرها ، ألم يقل الله ((ولسوف يُعْطِيك ربك فترضى))
ففهمت السيدة عائشة الدرس فقالت: “ما أرى ربّك إلا يُسارع في هواك”
وعلّمتنا التطبيق الصحيح لهذا المفهوم “أحبّ قُربك و أُؤثر هواك”
أي ما تحبه انت يا رسول الله مُقدّم على ما أحبه انا.
فنحن مأمورن بإرضائه ((فالله ورسوله أحقّ أن ترضوه))
بل جعل الله طاعة النبي واجبةً وتابعةً لطاعة الله ((من يُطع الرسول فقد أطاع الله))
بل ودليل محبة الله وباب نيل محبوبيته ((قل إن كُنتُم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم))
وأمرنا أن نأتمر بأمره وننتهي بنهيه ((ما آتَاكُم الرسول فَخُذُوه وما نَهَاكُم عنه فَانتَهُوا))
وحذّرنا من مخالفة أمره ومعصيته ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةً أو عذاب أليم))
دليل صدق النبي ورسالته (أنه رسول الله)
وإبراز مكانته
فحتى الكائنات تطيعه وتأتمر بأمره
اذا كان الحجر، وجذع الشجر، بل والجبل أحبه وحنّ إليه وأطاعه فما بالنا نحن!
المعجزة الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم الخالد المحفوظ بحفظ الله المعجز للبشر على مدار الدهر
والمعجزة الباقية هي أنتم بحُسن اتباعه ونشر دعوته وإنماء حبّه
(اشتقت لإخواني، قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله! قال: لا أنتم أصحابي، إخواني قومٌ يأتون من بعدي يؤمنون بي ولَم يروني، يودّ أحدهم لو يراني ولو بماله ونفسه والنَّاس أجمعين).
صلى الله عليك يا رسول الله، يا حبيب قلوبنا، ومُهجة أرواحنا، وإمامنا ومعلّمنا..
نشهد أنك بلّغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت للأمة..
ونسأل الله أن نكون عند حُسن ظَنّك
حتى تفاخر بِنَا الامم يوم القيامة.
والحمد لله رب العالمين.