من رسائل شهر رجب
بِسْم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مجري الزمان، ومدوّر الأيام، والصلاة والسلام على سيّد الأنام القائل: ( إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرّضوا لها)
فطوبىٰ لمن اغتنم تلك الأوقات، وعرف قيمتها، وسارع فيها للأعمال الصالحات كما أمرنا سيّد السادات صلى الله عليه وسلم.
وقد أظلنا موسم ربانيّ عزيز، يبدأ بشهر رجب الحرام، يتبعه شهر شعبان المكرّم، وختامه شهر رمضان المبارك
فما أجمله من موسم، وما أعظمها من أيّام.
فهنيئاً لمن قام بحقها، وعمل فيها..
والحمد لله رب العالمين.
إن أهم ما يساعد المرء على معرفة قيمة هذه النفحات وحقيقتها، أن يتعرّف أسماءها، وما ذكره أهل العلم في شأنها، فإن العرب كانت إذا أعلت قيمة شيء كثّرت أسماءه، لذا نراهم يثبتون لشهر رجب سبعة عشر اسماً نذكر منها:
أنه شهر الله: فنُسب لحضرة الرَّبُّ تبارك وتعالى تشريفاً ورفعاً لقدره.
الحرام: لأنه من الأشهر الحرم الأربعة الثابتة حرمتها وعظيم شأنها.
الفرد: فهو يأتي وحده منفردا ، ويتفرّد فيه أهل الصدق والاجتهاد.
الأصمّ: فلا يُسمع فيه صوت قتال ولا حرب ، فهو للسلام والإسلام والإخبات لرب البريّات.
الأصبّ: لأن الرحمات فيه تصب على التائبين ، وتفيض فيه أنوار القبول على العاملين.
فكيف يمكننا أن نحسن استغلال هذه الميزات؟
قال أهل العلم: رجب ثلاثة حروف: الراء والجيم والباء
(رَجَ) أي هو شهر الرجاء والترجيّ بغفران الذنوب وفتح صفحة جديدة.
(جب) أي يجبّ ما قبله من الذنوب لمن قُبلت له فيه التوبة والاستغفار.
(رب) من التربية فهو شهر تعويد النفس وتربيتها على العبادة والطاعة تمهيداً لشهر رمضان العظيم.
فأين المشمروّن لهذه الفرصة المباركة؟
لماذا سمّي رجب ؟
رجب من الترجيب وهو التعظيم
فهو شهّر معظَّم، له حرمته.
وكذلك من التأهب
حيث يستعد فيه المسلم لميدان السبق الحقيقي في شهر رمضان الكريم.
والترجيب: هو رفع الصوت بالتسبيح
حيث ترفع الملائكة أصواتها بالتسبيح
كذلك المؤمنون الصادقون.
والرجبة: ما يدعم النخلة ويحمي الاعذاق
فيأتي هذا الموسم ليدعم إيمان المؤمن ويسنده حتى يبلّغ الشهر الأعظم
شهر رمضان الفضيل.